تشهد المجتمعات الحديثة انتشارًا كبيرًا لاستخدام الأجهزة الإلكترونية بمختلف أنواعها، بدءًا من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وصولًا إلى أجهزة الحاسوب والتلفزيونات الذكية. بينما تسهم هذه الأجهزة بشكل كبير في تيسير الحياة اليومية، تتزايد المخاوف حول تأثيرها على صحة الأطفال، خصوصًا فيما يتعلق بمرض التوحد.
الأجهزة الإلكترونية: سلاح ذو حدين
توفر الأجهزة الإلكترونية فرصًا كبيرة للتعليم والترفيه، ولكنها قد تكون أيضًا عوامل تؤثر سلبًا على نمو الأطفال. الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في الانتباه، النوم والتفاعل الاجتماعي، وهي جوانب مهمة في حياة الطفل.
العلاقة بين استخدام الأجهزة ومرض التوحد
تشير بعض الدراسات إلى وجود صلة بين الاستخدام المكثف للأجهزة الإلكترونية وتفاقم أعراض مرض التوحد. إليك بعض الأسباب المحتملة لذلك:
التفاعل الاجتماعي: قد يؤدي الاعتماد الكبير على الأجهزة إلى تقليل التفاعل الاجتماعي المباشر، وهو عامل حاسم في نمو مهارات التواصل لدى الأطفال.
التحفيز البصري والسمعي: يمكن أن تسبب الشاشات الزائدة تحفيزًا زائدًا للحواس البصرية والسمعية، مما يعيق تطور المهارات الإدراكية.
التأخير في التعلم: قد يشغل استخدام الأجهزة الوقت الذي يمكن استثماره في الأنشطة التي تعزز من مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي.
كيفية تحقيق التوازن
للتقليل من التأثيرات السلبية المحتملة للأجهزة الإلكترونية على الأطفال المصابين بالتوحد، يُنصح باتباع بعض الخطوات:
تحديد وقت مخصص ومحدود للاستخدام اليومي للأجهزة الإلكترونية.
تشجيع الأنشطة التي تساهم في التفاعل الاجتماعي المباشر، مثل اللعب الجماعي أو القراءة.
استبدال جزء من التعليم الإلكتروني بأدوات تعليمية تفاعلية تحفز الانتباه والتعاون.
بإدارة الاستخدام الصحيح للأجهزة الإلكترونية، يمكن تحقيق فوائد التكنولوجيا مع تقليص المخاطر المحتملة، مما يساعد في دعم تطور الأطفال بشكل متوازن. يعد الوعي والدعم المستمر من الأهل والمجتمع جزءًا أساسيًا من هذا المسعى.