في أربعينك سيّدي..!

كوثر العزاوي ||

لاندري.. أيّ سِماتك أحقُّ أن نرثي! وأيّ جمالُ الخصالِ فيك نبكي!

 

مَن يُقنعُ القلب، بأنك راحل الى يومٍ تعود فيه مع لفيف من الشهداء! فلا نعلم لذاك اليوم وقت ولا ندري.

 

ياسيد القلوب، تعدَّدت الجراح، ولكن ليس مثل فَقدِك جرحٌ أصاب صميم الأمة! وحده الله الذي يعلم صرخات قلوبنا الصّامتة مع كلّ ليلة نخلد فيها للنوم، وحده العالِمُ “عزوجل” أيّ رزءٍ لانكاد نصدّقه، لحظات الشوق قاتلة أيها السيد العظيم، لاندري ما نداري من جوانحنا التي لاتنفك نادبة، شوقًا إلى صوتك الرّباني، أم إلى محيّاك الملائكي، أم إلى عينيك وهي تُحدّق إلى أقصى القوم، بصيرةً بالنّصر الحتميّ الآتي،

 

فليس لنا عزاء وكنت لنا عزاء، ومثلي كثير في هذا اليوم معزّى ومثكول، ترانا نحيي أربعينك بقلوب حرّى، وعيون عبرى، والجرح لمّا يندمل، تَحمِلنا أقدامنا من محفلٍ إلى محفل، وكلها حافلة بمآثرك، وحروف اسمك تناغي فينا مشاعر الحزن والفَقْد، تُطربنا تارة، وتشجينا تارة أخرى،

 

وما بين الشجن والتسليم زفرات تهدر، وجوانح تسبّح راضية،

 

بقضاء ربّها، ولله درّ جراحنا وآلامنا، أنّى لكل هذا الصبر أن يحتوي الذكرى! وكلّ عزائنا يافخر أمتنا، ياسيد شهداء عصرنا، أنكم ﴿في شُغُلٍ فاكهون﴾ فلا نملك سوى الدعاء الى الباري اللطيف،

 

أن يكون في عون الآلاف من أمثالي، الذين لا يعرفون السبيل إلى إخماد لهيب الحزن، وتلك ال”آه” في أعماق القلب ساكنة، أنيسة الروحِ مالها سكون.

 

٢-جمادي الاولى-١٤٤٦هجري

٥-تشرين الثاني-٢٠٢٤ميلادي

شاهد أيضاً

استشهد أثناء الواجب . . وزير الداخلية ينعى ضابطاً برتبة مقدم في الشرطة الاتحادية

نعى وزير الداخلية عبد الأمير الشمري الثلاثاء احد آمري الأفواج المقدم أحمد يونس  الذي استشهد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *