الإيرانيون على أسطح المباني..إرث ده فجر وصمود أمام التهديدات الصهيوأمريكية..!

✍ حسين علي الشيحاني ||

في أيام “ده فجر” المجيدة، التي خلدت نصر الإيرانيين على الطاغية المدعوم من الغرب، شاه إيران، ارتقى أبناء هذه الأرض أسطح المباني عازمين على رفع أصواتهم إلى السماء، يستلهمون القوة من روحهم الجماعية وإيمانهم المطلق بالنصر.

 

كانت تلك العشرة أيام الفجر، التي سبقت انتصار الثورة الإسلامية، تجسيداً حياً لوحدة الإرادة والشجاعة. ارتقاء الأسطح حينها لم يكن مجرد فعلٍ مادي، بل كان خطوةً روحية واستجابة لإرادة تستمد عزيمتها من تقاليد الأمة وإيمانها بالتقرب إلى الخالق، تلبيةً لروحانية الدعاء، وإحياءً لتقاليد مواجهة السماء عند الضيق، كما حث على ذلك أئمة الهدى الاثنا عشر في رواياتهم الكريمة.

 

واليوم، وبينما تقف إيران في وجه التهديدات الصهيوأمريكية، نجد أصداء تلك الوقفة التاريخية تتجدد؛ الإيرانيون يصعدون إلى أسطح المنازل، غير مبالين بالتهديدات، متسلحين بتلك الروح الفدائية والإيمان العميق. وكما صنع ارتقاؤهم إلى الأسطح في “ده فجر” نصراً مؤزراً أذل الظالم وأسقط الطاغية، يعود الإيرانيون اليوم ليعيدوا صياغة المعركة ذاتها مع عدو عالمي، مستعينين بذات الأسلوب ليؤكدوا للعالم أن الإرادة تظل أقوى من القوة، وأن الثبات لا تزعزعه الأسلحة ولا الضغوط.

 

إنهم اليوم، بارتقائهم الأسطح، لا يستعرضون جرأتهم فحسب، بل يثبتون ولاءهم الراسخ لقيادتهم الحكيمة، ويستمدون من شهيد النصر القائد قاسم سليماني عزمهم الذي لا يلين. ذلك القائد الذي زرع في قلوبهم الإيمان بأن الثبات هو منطلق النصر، وأن الكرامة هي درعهم الذي لا ينكسر. كانت شجاعته درباً لمعرفتهم الحقيقية بذواتهم، ورمزاً لهم على مواجهة المواقف الكبرى دون خوف أو تردد.

 

وكما كانت أسطح المباني في “ده فجر” شاهداً على تحدي الظلم، فإن ارتقاء الإيرانيين اليوم، في وجه قوى الاستكبار العالمي، ما هو إلا تذكيرٌ بأن هذه الأمة، التي تظل على عهد الصمود، تجد في كل ارتقاء دافعاً لتصعيد دعواتها وقوتها نحو السماء، مدركةً أن النصر قادم، وأن الطريق إليها يمر عبر الصبر والثبات، والتوجه إلى الله بخشوع وثقة.

 

 

شاهد أيضاً

معاني حسن الظن بالله تعالى..!

الشيخ الدكتور عبد الرضا البهادلي ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *