السنوار ارتفع رمزا في سماء الشرفاء..!

حسن درباش العامري ||

اصدقكم القول ان هول صدمه الخبر وارتداداته في نفسي كانت كبيره ولايمكن وصفها ،وانا اتفاجئ برؤية واقعة استشهاد المجاهد البطل يحيى السنوار طيب الله ثراه ،حتى اني كنت مصر ان الخبر كان كذبا ومحض افتراء ،وان الشهيد البطل لم يمت او انها مجرد حرب نفسيه !!

ولكني حينما دققت جيدا في مقطع الفيديو للحظات استشهاده ،وجدتني اشعر بنشوة من الفخر والكبرياء ،فهكذا نحن حين نتمسك بمبادئنا وقيمنا ونتبع خطا امامنا الحسين عليه السلام حينما كان يقف ويرتجز بشموخ وهو يواجه غدر الغادرين .اختلطت لدي مشاعر الحزن بمشاعر الفخر والزهو ان يكون لدينا رجال جبارين بهذه البطوله والاصرار على مواجهة الموت بكل رجوله وشجاعه..

لقد انتصب السنوار و كأننا ننظر لاسد عظيم جريح ،لقد اختصر الشهيد السنوار كل قصص وملاحم البطوله التي سمعناها عن الشجاعه ورباطة الجأش والعزم والتضحيه ومواجهة الموت ..رجل يلملم جراحه ويبقى منتصب وهو يعلم ان كل اجرام الكون قد تجسد في هذا العدو الهمجي المجرم القاتل وتقف خلفه دول تدعي التقدم والمدنيه والتطور الذي كشف زيف الواقع العالمي المنحاز ويزيل الاقنعه التي تختبئ خلفها ..

الحظاره والتقدم والرقي كذبه، والمدنيه اسلوب،و كل شئ يرجع الى الغريزه بكل انواعها واشكالها وما تلك الا اغلفه او قشور تبرر الظلم والاستعباد وسفك الدم والابتزاز وسرقة خيرات الشعوب ..فعندما تجد دولٱ متمدنه او متطوره كما نصفها تدفع كلابها وضباعها للقتل والاباده والاغتصاب والتدمير فهذا يوضح المعنى والهدف ..

الانسان والحيوان كل يهتم بغريزة السيطره ومنطقة النفوذ والجنس والاكل وحب المال وحب الشهوات ، ولن يستغني عنها و يبقى الفرق في الطريقه لتحقيق هدفه وان تَعَذَر َتحقيق غايته فأنه قد يتراجع خطوه بعد خطوه حتى يساوي الحيوان فليس للمدنيه والتطور دخل بالموضوع غير كبح الجماح و تحديد الطريقه لتحقيق الغايه ..

ان عملية اغتيال يحيى السنوار دلاله تختصر كل المعاني والكلمات التي تحاول وصف التطور والمدنيه وحتى منسوب الانسانيه في النفوس البشريه وتوضح مدى مستوى الايمان لدى الشعوب المسلمه وما آلت اليه امورهم واعتقاداتهم وتمسكهم بالدين والسنه والسلف صالحة وطالحه..

ان ذلك المشهد لاغتيال السنوار كشف عورة الحظارات والامم وادعاءاتها وان تلك الشعوب والدول والممالك قد بلغت بتطورها القمر والمريخ وتجوب سفنهم عباب الفضاء وهي تبحث عن كواكب جديده صالحه للعيش لافسادها كما افسدوا الارض ..

كل حظاراتهم ومدنياتهم وشرائعهم ودولهم التي تصف نفسها بالعالم الاول ترفع شعارات حق الشعوب في االجهاد والمقاومه في سبيل تحرير بلدانها وحقها في الدفاع عن اراضيها ودينها وعرضها ،

ولكنها حينما تصل الى فلسطين واحتلالها تتوقف كل تلك التخرصات والشعارات الزائفه ويتوضح زيف النوايا الغربيه او زيف مايعرف بالعالم الاول المنافق المولغ بالدماء فهل نرتجي القانون من اقوام نقضوا كل قوانين السماء والكتب والديانات ليتخذوا المثليه نظاما اجتماعيا او ان يفسدوا او يغيروا خلق الله ويقروا تغيير الجنس من اجل القضاء على عباد الله في ارضه فهل اعتقدوا انهم يستطيعون بغرورهم وتجبرهم ان يتحوا الذات الالاهيه..،

قد يتم سجن رجل امريكي خمس سنوات لانه ربط كلب الى سياج الحديقه خوفا عليه من الاعصار ان يحمله ويلقيه بعيدا في الوقت الذي يغمض فيه نفس القضاء عيونه عن دعم الصهاينه بتمزيق اشلاء الاطفال والنساء وقتل شعب بأكمله !!

وليس معنا ذلك ان العالم الثاني والثالث والرابع هي خير منها فكثيرا منها قد انكشفت عوراتها وبان استها حينما انحنت مرتعده خائفه تطمس رؤسها في الوحل لتترك خلفياتها تحت تصرف الثور الهائج ليفعل مايحلو له ،عله يرضى وتهفت جذوته ، هذا مآل من تخلى عن الاسلام الذي اختاره الله ليكون النبراس والمنهج والمسلك الذي يجب اتباعه دون زيف او مخاتله او خداع فلا مجال للمخادعه مع الله الذي يعلم ماتوسوس فيه الانفس، ويعلم خائنة الاعين وماتخفي الصدور

ليس بمستغرب ان يقرر الصهاينه ابادة الشعب الفلسطيني كي لايبقى احدا يطالب بأرض فلسطين بعد ان امنوا جانب العرب والمسلمين ومادام القانون الدولي قانونهم ولكنه لايطالهم في حكم ،وهم من يخط كلماته وقوانينه ومادام العالم خاضع لارادتهم ومادام العرب والمسلمين يسمون اعداء الصهيونيه بالارهابيين خوفا وعماله..

شاهد أيضاً

بغداد ودمشق تناقشان سبل التعاون المشترك في مجال مكافحة الجريمة بجميع أشكالها

بحث وزير الداخلية عبد الأمير الشمري مع السفير السوري لدى العراق صطام جدعان الدندح سبل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *