خليل حسن |
منظومة القيم الانسانية التي جاء بها الانبياء و المصلحون للبشر هي منظومة متكاملة لا يمكن لمن اطبقت على عينيه الغشاوة ان يستوعبها ،، العدل الحرية و التحرر من الاغلال و العبودية ثوابت سماوية بل هي شرعةً الاعلان العالمي لحقوق الإنسان .
الدفاع عن الارض و القتال من اجل استردادها قيمة انسانية اقرتها القوانين الاممية وقبلها شريعة السماء التي اعطت الحق للذين اخرجوا من ديارهم بغير حق بان يناضلوا و ان لا يكونوا مستضعفين بل اقوياء في مواجهة الطغيان و الاستعمار و الاستعباد ،
الفلسطينيون ظلموا ، و اخرجوا من ديارهم بغير حق ، شارك في اخراجهم المستعمرون في الغرب و الادوات الاقليمية او المحلية ، فلم يكن امامهم خيار الا تطبيق ما جاء في منظومة القيم و الثوابت الانسانية للتحرر من نير الاحتلال و الظلم و من يسقط في هذا الطريق فهو شهيد يستحق وسام الشرف .
الدفاع عن الارض حق مشروع ، اما المقاومة ضد الاحتلال فهي قمة الحق الانساني ،و كما تعلمون ان من لايقرء التاريخ يدفع الضريبة و يدفع ضريبة جهله ايضا، و يتخبط في المواقف و يقع في تناقضات المنهج و الرؤية و بالتالي يتماهى مع خطاب الاعداء و يضع نفسه في موقف المستسلم ،
و اكثر الذين يتشمتون باصحاب الحق و الشهداء مصابون بفقدان الرؤية الصحيحة و ليست لديهم ثوابت قيم ومبادئ بل هم مجرد قطيع يأخذون ما يملي عليهم الاعلام المضلل و يتبعون القيم الفاسدة و هم تائهون بكل ما في الكلمة من معنى و مصيرهم هو الضياع و السقوط الاخلاقي !
اما الذين يتشمتون او يتذرعون بكثرة الشهداء و الضحايا والدمار في البيوت و المساكن ، و ان مشهد الخراب و رائحة الموت هو نتيجة لمغامرات غير محسوبه فهولاء ايضا بدورهم لم يقرؤوا التاريخ و الجهل ضارب في قلوبهم قبل عقولهم لان ليس لهم قلوب يفقهون بها وبدون بصيرة!
فهم لم يقرؤا ما حل في لينينغراد غراد عندما احتلها النازيون ، حولوها الى رماد و قد قتل اكثر من مليون و نصف انسان و قد حاصرها النازيون اكثر من ٨٤٠ يوم و قتل اكثر من ١٤٠ الف طفل ولكن في الاخير انتصر السوفيات واندحر النازيون الالمان المحتلون !
لو لم تكن المقاومة السوفيتية لكن النازيون ليومنا هذا يجثمون على صدور الروس،فلم يكن امامهم خيار غير القتال و المقاومة حتى استطاعوا الحاق اقسى هزيمة بالجيش الالماني، و اخراجهم بالقوة من ارضهم و تخليص العالم من شرورهم ، وهذا مايفعله الفلسطينيون اليوم وسينتصرون .