من عزم زينب (عليها السلام)..!

د.أمل الأسدي ||

 

أُمّاه، أنا حزينةٌ جدا

تكررت تلك الليلة، الليلة التي كانت تتجول وتمر ببيوت العراقيين..!

ليلة الفقد، ليلة العجز، ليلة الوداع..الليلة التي فرضتها عصابة البعث علی الشيعة

الليلة التي يسلبون فيها أنفاس شبابنا ويقتلون أحلام الأمهات، ويغتالون حياة بيوتنا!

 

عادت هذه الليلة يا أمي علی يد أسيادهم!

عاد وجع الفقد للمرة الرابعة.. فقد الأخ، فقد الأب، فقد القادة، وآخرها فقد تاج الشجاعة، سيد الجنوب!

إنه “حسننا” الذي يطلع علينا، فتدب الكرامة في عروق الحياة بطلعته!

 

أمي، هيّا قولي: اسم الله يمه… صدگ راعي المروه حمل وشال؟!

قولي… وتحزمي بالصبر، وخذي بيدي مثل كل مرة!

فإنه كان يردد اسم” زينب” مثل كل الذين سبقوه علی طريق البطولة!

وهذا صوته مازال مدويا مرفرفا فوق بيوتنا، مازال يلامس قلوبنا فيربط عليها وهو يدعو:

 

“نسأل الله بحق زينب(عليه السلام)، بحق دموعها وآلامها ومعاناتها وصوتها الذي كان يتجلجل في كل الصحراء، ويخترق أعماق التاريخ ليصل إلى قلوب الأجيال، نسأل الله برأس أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، بدماء أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)،

 

بعطش أبي عبد الله(عليه السلام)، بغربة ومظلومية أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) أن يفك أسرانا ومعتقلينا جميعاً، وأن يعيدهم إلينا سالمين غانمين في أقرب فرصة،شاء الله، أن يمكّن عباده المجاهدين من تحرير أسراهم،

 

أن يوفقهم للثأر ممن ظلموا واعتدوا واغتصبوا هذه الأرض وهذه المقدّرات وألحقوا بنا كل هذه الآلام هذا يوم آتٍ لا محال، إن شاء الله، لكن ما نحتاجه،

 

أن لا نقف وأن نستمر في هذا الجهاد وفي هذه المقاومة مهما كانت التضحيات وليس بعد الثورة إلا الفرج وليس بعد العسر إلا اليسر وليس بعد الصبر إلا النصر الإلهي الموعود والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”(١)

شاهد أيضاً

من الشعار إلى الشعور..!

صلاح الاركوازي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *