طوفان الأقصى بعد عشرة أشهر من المواجهة ..!

الكاتب ||  قاسم سلمان العبودي

مع دخول طوفان الأقصى شهرهُ الحادي عشر فأننا لا بد أن نقف أمام جملة من التداعيات التي رافقت هذا المشهد التاريخي لحركة الصراع الفلسطيني الصهيوني . من هذه التداعيات :

أولاً : لأول مرة في تأريخ الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الصهيوني يعبر زمن الحرب الى هذه المدة الزمنية التي تعتبر طويلة قياساً إلى الحروب السابقة ، مما يعني أن المقاومة آخذة بالتنامي في جميع الظروف الصعبة ستراتيجياً كتخطيط ، وعسكرياً كتسليح .

ثانياً : لأول مرة تدخل حركات التحرير الأسلامية مثل المقاومة الإسلامية العراقية وحزب الله اللبناني فضلاً عن أنصار الله في اليمن ، في مواجهة مباشرة مع الكيان المحتل وهذا جعل المحور الغربي أيضاً يدخل على خط المواجهة بدعم واضح للكيان الغاصب في هذه المواجهة التي بدأت تثقلهُ أقتصادياً .

ثالثاً : تَزعّم الجمهورية الإسلامية الإيرانية كقائد لمحور المقاومة أضعف القدرات العسكرية الصهيونية ، وأعطى زخماً للمواجهة بين القوى المتصارعة في قطاع غزة ، وهذا يحصل للمرة الأولى أيضاً بأعتبار أن القضية الفلسطينية هي قضية أسلامية قبل أن تكون عربية ، وهذا أغاض الأعراب الذين تناغموا مع الكيان الغاصب بعد سلسلة التطبيع المخزية التي أبرمتها البحرين والأمارات والسودان .

رابعاً : هناك أنقسام واضح بين القيادات السياسية الأسرائيلية في ما بينها بخصوص أيقاف الحرب من عدمها وهذه سابقة أيضاً بأعتبار الأمن القومي الصهيوني لا يخُتلف عليه كقيادات سياسية وعسكرية مما يعني أن المقاومة الفلسطينية أصبحت رقماً حقيقياً في معادلة الصراع ليس كما كان سابقاً وإنما أصبحت المقاومة هي من تمسك بزمام المبادرة ، وقد تجلى ذلك بشكل واضح في معركة طوفان الأقصى وخصوصاً في أيامه الأولى .

وفقاً لما ذُكر ، نرى أن الأرهابي نتنياهو بدأ ستراتيجية الخاسر الذي لم يعد هناك ما يخسره ، وذلك بفتح جبهات أخرى في مواجهة الشعب الفلسطيني في جنين والضفة الغربية ، مما يعني أنه لا يريد لهذه المعركة أن تتوقف بأعتبار توقفها سيطيح بتأريخه الأرهابي الذي عمل عليه لمدة ثلاثين عاماً حافلة بالدم الفلسطيني وعلى مدى تلك سنوات . نرى أن دخول محور المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني داعماً لحركة حماس أضاف أوراق ضاغطة للمفاوض الفلسطيني الذي بدأ يستشعر رمزية جهاده في معركة تبرأت منها جميع الدول العربية .

Check Also

برنامج بالتفصيل مع بان العقابي : 11/21/2024 تقديم : بان العقابي

برنامج بالتفصيل مع بان العقابي :  11/21/2024 تقديم : بان العقابي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *