شرح حديث اخلاقي..!

🖋📜 الشيخ الدكتور عبد الرضا البهادلي ||

عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قال الصادق جعفر ابن محمد (عليهما السلام) لرجل: ” أجعل قلبك قرينا تزاوله ، واجعل علمك والدا تتبعه، واجعل نفسك عدوا تجاهده، واجعل مالك كعارية تردها “.

 

المصدر :من لا يحضره الفقيه – الشيخ الصدوق – ج ٤ – ص ٤١٠.

في الحديث مفردات مهمة نتعرض لها .

 

🖍اولا : القلب ، ورد في القرآن الكريم مفردات الروح ،والنفس، والقلب ،ولم يأت العقل بصيغة الاسم، انما جاء بصيغة الفعل(يعقلون….. نعقل) وهو دليل الحركة ، وكذلك جاء بالفاظ مقاربة وما نعبر عنه بالمترادف، بصيغة الاسم(الالباب، الحجر ). وقد يعبر عن القلب بالعقل كما في قوله تعالى( ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب )اي عقل. وعلى العموم هذه المفردات تشير الى البعد المعنوي المجرد في الانسان.

 

والامام عليه السلام في هذا الحديث يرشد هذا الرجل بأن يجعل العقل المرجع له يصاحبه ويشاوره ، ومن جعل العقل حاكما على ممكته سوف يسلك به سبل التكامل والهداية والفضائل، فلا يضل الطريق. فالعقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان.

 

🖍العلم : وهو الاشياء التي يدركها الانسان ويتعلمها عن طريق العقل والالهام والوحي والشرع والحس والتجربة ، وعلى الانسان ان يتبع العلم في حياته ،ولكن ليس كل علم بل العلم الصحيح النافع الذي ينفع الانسان في الدنيا والآخرة ويجعله على الصراط. فلينظر الانسان الى طعامه، يعني علمه ممن ياخذه.

 

والامام الصادق عليه السلام يطلب من الرجل ان يتبع العلم ويطيعه كما يطيع الولد الوالد.

 

🖍النفس: أعدى عدو الانسان نفسه التي بين جنبيه وقد ورد الكثير من الروايات والادعية في الحث على مجاهدتها ومخالفتها ، وان عدم المجاهدة للنفس سقوط الانسان في الشهوات الباطلة ،والملذات المحرمة التي تؤدي به الى المهالك وسوء المصير ، ولذلك يحتاج الانسان ان يميت نفسه بجعلها خاضعة للعقل …

 

والامام الصادق عليه السلام يطلب من الرجل ان يجاهد نفسه ويهذبها ويروضها حتى لا يقع فريسة لها فتقوده الى الذنوب والخطايا والاثام والمهالك وسوء المنقلب …..

 

🖍المال: المال هو اس المشاكل في هذا العالم وهو السبب الاساس والرئيس لكل فساد وظلم في الأرض، وهو من اكبر الفتن والامتحانات والابتلاءات في الحياة. فالانسان قد يقتل اخاه الانسان من اجل المال، وقد يبيع الانسان دينه وقيمه من اجل المال، وقد يبيع الانسان شرفه من اجل المال، بل وحتى الدول المستكبرة اليوم تستخدم الاموال لاخضاع الشعوب لفكرها وسياستها وقيمها ….

 

والامام الصادق عليه السلام ، يبين لهذا الرجل ان يجعل الاموال عارية والعارية لا بد من رجوعها الى صاحبها، وهو كناية عن عدم التعلق بهذا المال ، لان التعلق بالمال يعني جعل المال غاية وهدف، فإذا صار غاية في الحياة صار الانسان مسلوب الارادة وقد يستخدم كل طريقة من اجل الوصول اليه ولو كان الطريق محرما ، وكما نرى اليوم من انتشار الفساد والسرقات والطبقية والذي يؤدي الى الظلم والفساد والانحراف في المجتمع

 

🤲ربي زدني علما. وانفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني ، بحق محمد وال محمد صلواتك عليهم اجمعين….

شاهد أيضاً

محافظة بغداد: إجراءات لمراقبة التزام أصحاب المولدات بالتسعيرة ومحاسبة المخالفين

أوضحت محافظة بغداد، اليوم الأحد، آلية إصدار التسعيرة الشهرية لأمبير المولدات، فيما أكدت صدور توجيهات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *