جواهر عَلَويَّةٌ: لَنْ يَنْجُوَ مِنَ النّارِ إِلاَّ التّارِكُ عَمَلَها..!

الكاتب | السيد بلال وهبي ـ لبنان

📢 رُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: “لَنْ يَنْجُوَ مِنَ النّارِ إِلاَّ التّارِكُ عَمَلَها”

كما أن العيش في الجنَّة من أعلى رغبات البشر، جميع البشر، كذلك الخوف من النار موجود لدى جميع البشر، بغض النظر عن كونهم مؤمنين بالحياة بعد الموت أو غير مؤمنين، فلِكُلٍّ من الناس جنته التي يرغب بها وناره التي يخافها ويحذرها، ولا شكَّ أن المؤمن بالإسلام لديه صورة واضحة عن الجنة الموعودة في الآخرة، وعن النار المُتَوَعَّد بها هناك.
وإذا كانت الجنة هي العالم الذي فيه من النعيم المادي والنفسي ما لم تره عين ولا سمعت به أُذن ولا خطر على قلب بشر، فإن النار هي النقيض التام لها، وهي العالم الذي فيه الشقاء والعذاب المادي والنفسي، فالجنة عالم السعادة والنار عالم الشقاء، والجنة عالم الراحة والنار عالم التعب، والجنة عالم السَّعَة والنار عالم الضَّنك وهكذا.
وكما أن الجنة تجسُّدٌ للعمل الصالح في الدنيا، كذلك النار تجسُّد للعمل الطالح في الدنيا، فالعالم الأخروي ليس منفصلاً عن عالم الدنيا، بل مترابط معه ترابطاً عضوياً، والرابطة بينهما هي رابطة المؤثر والأثر، رابطة الزرع والثمر. وهذا ما نبَّه إليه رسول الله (ص) وهو الذي لا ينطق عن الهوى حيث قال: “الدُّنْيَا مَزْرَعَةُ اَلْآخِرَةِ” ولَمّا كانت الآخرة إمّا جنة أو ناراً فذلك يعني أن الجَنَّة تُبنى في الدنيا ومادة بنائها العمل الصالح، وأن النار تُشعَلُ وتُسَجَّر في الدنيا ومادة نارها العمل السيِّء الطالح. وكما أنه لن يفوز بالجَنَّة إلا الساعي لها، كذلك لن ينجو من النار إلا التارك عملها.
وقد دلَّنا الله تعالى في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله الأكرم (ص) والأئمة الطاهرين (ع) على الأعمال التي يدخل المرء النارَ بسببها، وهي التي أطلق عليها مصطلح الذنوب الكبيرة، قال سبحانه: “إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴿31/ النساء﴾.

والروايات بخصوص الكبائر طائفتان:
طائفة: اكتفت بذكر ضابطة عامة للكبائر وهي: كل ما توَعَّد الله عليه بالنار فهو من الكبائر.
والطائفة الأخرى: ذكرت عدداً منها، ومن هذه الطائفة أكتفي بإيراد ما رواه عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصادق (ع) عَنِ الْكَبَائِرِ؟
فَقَالَ: “هُنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ سَبْعٌ: الْكُفْرُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَأَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَالتَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ” قَالَ، فَقُلْتُ: فَهَذَا أَكْبَرُ الْمَعَاصِي؟ قَالَ: “نَعَمْ”.قُلْتُ: فَأَكْلُ دِرْهَمٍ مِنْ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً أَكْبَرُ أَمْ تَرْكُ الصَّلَاةِ؟! قَالَ: “تَرْكُ الصَّلَاةِ”. قُلْتُ: فَمَا عَدَدْتَ تَرْكَ الصَّلَاةِ فِي الْكَبَائِرِ؟! فَقَالَ: “أَيُّ شَيْ‏ءٍ أَوَّلُ مَا قُلْتُ لَكَ”؟ قَالَ، قُلْتُ: الْكُفْرُ. قَالَ: “فَإِنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ كَافِرٌ ـ يَعْنِي مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ ـ”

ومِمَّا عُدَّ من الكبائر: الكذب على الله أو على رسوله (ص) أو على الأوصياء (ع) بل مطلق الكذب، وأكل الميتة، وشرب الدم أو أكله، وأكل لحم الخنزير، وأكل ما أُهِلَّ به لغير الله، والقمار، وأكل السُّحت، والبَخْسُ في المكيال والميزان، ومعونة الظالمين والركون إليهم والولاية لهم، وحَبس الحقوق من غير عُسْرٍ، والكِبْرُ، والإسراف، والتبذير، والاستخفاف بالحج، والمحاربة لأولياء الله تعالى، والإصرار على الذنوب الصغار، والاشتغال بالملاهي، كضرب الأوتار ونحوها مِمّا يتعاطاه أهل الفسوق، والغِناء، والبُهتان على المؤمن، وهو ذكره بما يعيبه وليس هو فيه، وسَبُّ المؤمن وإهانته وإذلاله، والنميمة بين المؤمنين بما يوجب الفُرقة بينهم، والقيادة، وهي: السَّعي بين اثنين لجمعهما على الوطء المُحَرَّم، والغِشُّ، واستحقار الذنب، فان أشَدَّ الذنوب ما استهان به صاحبه، والرِّياء، والغيبة.

شاهد أيضاً

الكهرباء تتخذ إجراءات جديدة استعدادا للصيف المقبل

أعلنت وزارة الكهرباء، اليوم الخميس، اتخاذها إجراءات جديدة لتحسين أداء الشبكة الكهربائية استعدادا للصيف المقبل، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *