دخلت الزيارة الأربعينية مرحلة الذروة مع اقتراب إحياء مراسمها الأحد المقبل من خلال اتساع أعداد الوافدين من الخارج لقرابة ثلاثة ملايين زائر، وكذلك القادمون من المحافظات، في ظلِّ استنفار جهود جميع القطعات الأمنية والخدمية.
وقال محافظ كربلاء المقدسة نصيف جاسم الخطابي: إن “عدد الوافدين الأجانب إلى المحافظة تجاوز حتى يوم أمس الأربعاء عتبة ثلاثة ملايين زائر”.
من جانبه، أوضح المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا لتأمين زيارة الأربعين، العميد مقداد ميري أن “رئيس اللجنة، وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، وجّه باستنفار جميع القطعات الأمنية لتأمين طريق الزائرين المتجهين نحو الضريح المقدس لسيد الشهداء (ع)”.
وأشار إلى “توفير حماية أمنية كاملة للمواكب الحسينية التي بلغت أعداد المسجل منها داخل محافظة كربلاء أكثر من 13 ألفاً، منها 240 موكباً عربياً وأجنبياً”.
وأوضح أن “رئيس الوزراء حثّ على اتخاذ إجراءات مشددة للحد من الحوادث المرورية، لذا تم نشر مفارز مرورية على طول الطريق البري بين المنافذ الحدودية ومدينة كربلاء المقدسة، الأمر الذي أسهم بتقليل وقوعها، فضلاً عن تنصيب رادارات على طول الطرق المؤدية إلى كربلاء المقدّسة”.
وأكد ميري “عدم تسجيل أي خروقات أمنية حتى الآن”، عازياً ذلك “للجهود الكبيرة التي تبذلها جميع القطعات الأمنية المشاركة في تأمين الزيارة، سواء كانت وزارة الدفاع أو الحشد الشعبي أو القوات الأمنية التابعة إلى وزارة الداخلية”، لافتاً إلى “انتهاء حركة سير الزائرين على الأقدام في محافظات البصرة وميسان والمثنى، واستمرارها في محافظات النجف وبابل وبغداد”.
إلى ذلك، أعلنت خلية الإعلام الأمني، عن استنفار أمني وخدمي كبير في جميع القطعات الأمنية.
وقال رئيس الخلية اللواء تحسين الخفاجي: إنه “تمت زيادة عدد قواتنا الأمنية في كل محاور الزيارة، وهناك جهد كبير لسلاح الجو العراقي، كما أنَّ قيادة طيران الجيش تمارس عمليات الطلعات يومياً وبانتظام فوق مدينة كربلاء المقدسة وعلى جميع المحاور”.
من ناحيته، أفاد الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة حسن رشيد العبايجي بأن “العتبة قامت بنشر فريق طبي مؤلف من 300 شخص لتقديم الإسعافات الأولية للزائرين، فضلاً عن تخصيص أربعة مستشفيات ميدانية بالقرب من العتبات المقدسة، و15 مفرزة طبية منتشرة داخل وخارج الصحن الشريف”.
وبيّن أن “العتبة حرصت لأول مرة على إدخال أعلى خدمة طبية يمكن تقديمها وهي (طب الحشود) الذي يقصد به أن يكون هناك طبيب مختص لجميع الحالات المرضية”.
وفي النجف، أعلن مسؤول إعلام مطار النجف الأشرف الدولي حسين حلبوص أن “عدد الرحلات الوافدة والمغادرة بلغ 134 رحلة خلال يوم أمس (الأربعاء)”.
وذكر أن “هذه الرحلات تأتي من مختلف دول العالم، وفي مقدمتها إيران ولبنان وسوريا والإمارات والبحرين وقطر والكويت والسعودية والهند، مبيّنا أنَّ “العدد الكلي للرحلات الوافدة منذ بداية صفر وحتى الآن بلغ 1085 رحلة”.
في الإطار نفسه، ذكر مدير إعلام بلدية النجف الأشرف بشار السوداني أن “البلدية زجّت 1937 عاملاً لتقديم الخدمات البلدية للزائرين، منهم 671 موظفاً ضمن ملاكها، و960 أجيراً مؤقتاً، إضافة إلى 108 متطوعين من خارج المحافظة”.
وفي السياق نفسه، صرّح محافظ ميسان حبيب ظاهر الفرطوسي أن “الحكومة المحلية سيّرت قافلة كبيرة مكوّنة من 80 عجلة لنقل الزائرين إلى محافظة كربلاء المقدسة ذهاباً وإياباً لإحياء شعيرة زيارة الأربعين”.
بينما لفت مدير شركة نفط ميسان المهندس حسين كاظم لعيبي إلى أن “الشركة هيّأت ثماني حافلات كبيرة لتفويج الزائرين من المنافذ الحدودية إلى مركز المحافظة وبالعكس، إضافة إلى ستِّ مركبات لنقل مواد الدعم اللوجستي ومتطلبات موكب الشركة الأول في منفذ الشيب”.
أما في كركوك، فقد أوضح مدير دائرة الصحة، ارجان محمد رشيد أن “وحدات تعزيز الصحة في المراكز الصحية الأولية قامت بزيارة أماكن تواجد الزائرين في الحسينيات لتوعيتهم بشأن طرق الوقاية من الأمراض الانتقالية وغسل اليدين والنظافة الشخصية والعامة، مؤكدين عليهم بأنه في حال الشعور بأعراض التعب أو المرض مراجعة أقرب مفرزة طبية لغرض اتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة، كما تم توزيع بوسترات توضيحية لحث الزائرين على الوقاية من أشعة الشمس”.
وفي أربيل، تواصل الحكومة المحلية عبر معبر حاج عمران الحدودي شمال شرق المحافظة، إجراءاتها بتوفير الخدمات ونقل الزائرين.
وقال المتحدث باسم معبر حاج عمران سيروان حسين: إن “المعبر يستقبل عدداً كبيراً من الزائرين القادمين من إيران باتجاه مدينة كربلاء المقدسة”، مؤكداً أنَّ “إدارة المنفذ أوقفت حركة السيارات والحافلات لمدة 15 يوماً ويكون دخول الزائرين مشياً على الأقدام على مدار اليوم بكل انسيابية”.
بدوره، قال قائممقام أربيل نبز عبد الحميد: بـ”توجيه واهتمام من حكومة الإقليم نستقبل أعداداً كبيرة من الزائرين في بارك سامي عبد الرحمن وسط المدينة وتقديم الخدمات لهم وكذلك توفير ما يقارب 200 باص حديث لنقلهم إلى كربلاء المقدسة”.