نعيم الهاشمي الخفاجي ||
بمقتبل شبابنا كنت في فصيل في إحدى فروع كلية صدام جرذ العوجة الهالك العسكرية، كانت نسبة الضباط من الجنوب لا شيء مقارنة في إعداد ضباط الانبار و تكريت والحويجة والموصل، كان معظم أفراد الفصيل الذي انا كنت به، بحقبة التدريس في الكلية العسكرية من ابناء الانبار، توجد خلافات عشائرية بين البونمر والبوفهد، كان معنا طالب من الفلوجة، يحيط به مجموعة من البوفهد، يتهموه بالكذب، ردة فعله يتعصب، يوم بشتمهم، اتذكر شخص اسمه سعد كان قائد الجمع المؤمن الذي يهاجم النمراوي وسعد من البوفهد، كان يرد على سباب المجاهد النمراوي وشتائمة بالقول له عندنا مثل بالرمادي يقول( اذا سلمت من عيد مايجيها من بعيد) بعد ذلك تبدأ ضرب البوكسات ….الخ.
موضوع فلسطين قضية شعب لايملك دولة، لذلك الكثير من شعوب العالم تتعاطف مع الفلسطينيين للمطالبة في تنفيذ القرارات الاممية، والتي تنص على منح الفلسطينيين دولة على جزء من أرض دولتهم فلسطين.
لايختلف اي متابع ان المعارك الانتخابية في كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، تكون قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وحرب غزة الحالية التي يشنها نتنياهو بدعم من الأنظمة العربية للقضاء على منظمة حماس، والتي تعتبرها أنظمة دول الخليج الوهابية حجر عثرة في عدم إعلان العلاقات الاخوية والحميمية مابين الأنظمة الخليجية الوهابية واسرائيل، شرط دول الخليج مع نتنياهو التطبيع دون القضاء على منظمة حماس والتي هي مصنفة لدى السعودية على أنها منظمة إرهابية يجب اجتثاثها القضاء عليها، تكون ضمن المعارك الانتخابية..
بالانتخابات بالدول الغربية ومن ضمن طرح الاراء والبرامج الانتخابية لدى الأطراف التي تخوض غمار المعارك الانتخابية، يتم طرح الكثير من القضايا، المحلية والدولية،كفلسطين وحرب أوكرانيا والتعامل مع روسيا والصين وايران ….الخ.
الإعلام الخليجي مع القضاء على منظمة حماس الفلسطينية والتي تقاتل في قطاع غزة، شعب غزة جزا مهم من الشعب العربي الفلسطيني السُني، تقع مدينة غزة ساحل بحري يعرف الان في قطاع غزة الواقع ضمن اراضي دولة فلسطين والتي تحد مصر من شبه جزيرة سيناء، لذلك الإعلام الخليجي يتجاهل مظاهرات الشعوب الاوروبية المطالبة بوقف حرب غزة، الإعلام الخليجي يقول اتفقت كل القوى السياسية الغربية على تجاهل ما يحدث في غزة، أقول إذا كان مطالب أنظمة دول الخليج العربية الوهابية مع نتنياهو في استئصال حماس فكيف الحال مع شعوب اوروبا، لم يكونوا عرب ولا مسلمين، شيء طبيعي عندما تجد ساسة بالغرب يتسابقون في خدمة إسرائيل، اقلها يوجد عامل مشترك يربط إسرائيل مع الأوروبيين، لماذا إعلام الدول الخليجية يريد من ساسة الغرب تبني قضية فلسطين ودول الخليج تجرم وتعتقل وتسجن وتعدم كل مواطن خليجي يفكر بالخروج بمظاهرة تطالب بوقف حرب غزة، بل السلطات الدينية السعودية حرمت حتى الدعاء إلى حماس ههههه، ونضع إليكم كلام إلى الشيخ السعودي الوهابي شيخ لافي عايض العازمي، والذي قال( لو كان النبي موجود والخلفاء موجودين لما ساعدوا أهل غزة، الدليل أن النبي ص المشركين قتلوا ياسر وسمية أمامه ولم يحرك ساكنا).
ههههههه.
أحد الكتاب الخليجيين بعد أن كتب مقدمة طويلة عريضة يتهم شعوب الغرب بعدم دعم الفلسطينيين لكي يقول( هذا المشهد يدعونا إلى التفكير في ما نقوله لأنفسنا، أو ما يقوله البعض لنا، إن العالم متعاطف مع القضية الفلسطينية، ومستنكر لهذه المذابح التي تجري منذ أكثر من 9 أشهر حتى الآن، يُطارد فيها الإنسان الغزاوي من زاوية إلى أخرى).
يحاول الإعلاميين من صحفيين وكتاب ومحللين العاملين في الفيالق الإعلامية لدول البداوة، استغفال عقول البسطاء، ويحاولون بكل وسيلة خداع المتلقين بالقول العرب لم يجنوا اي شيء من القوى العربية الشيعية المقاومة التي رفضت التطبيع المجاني بدون وجود دولة فلسطينية ولو على مدينة صغيرة أو قرية يقبل بها ساسة شعب فلسطين.
اقولها وبصراحة لو بريطانية رسمت حدود دولةفلسطين وإسرائيل بحقبة الانتداب البريطاني لفلسطين قبل تسليم سيادة فلسطين إلى الميليشيات الصهيونية والتي نتج عنها فيما بعد تشكيل القوات الإسرائيلية للجيش الإسرائيلي أو مثل مايتم تسميته من قبل إعلام قناة الجزيرة في جيش الدفاع الوطني الإسرائيلي، لما دارت كل هذه الحروب والمشاكل.
يضيف هذا الكاتب الخليجي القول التالي( مع ذلك يصرّ البعض منا القول إن نهاية إسرائيل قاب قوسين أو أدنى! أو أن تفكّكها الداخلي وشيك. السؤال المنطقي هو: لو كان العالم متعاطفاً، وإسرائيل على وشك الانهيار، والقاعدة الانتخابية الغربية العريضة عموماً متعاطفة مع القضية، لو كان ذلك، لقام السياسيون بمحاولة استرضاء تلك القاعدة، ومسايرة ذلك التوجّه، إن لم يكن تأييداً للقضية بشكل مباشر، فعلى الأقل استنكاراً واضحاً لما يحدث).
الإعلام الخليجي يريد منع القوى الإعلامية الفلسطينية المقاومة والمؤيدة لها من منعهم من نقل اي كلام وحتى لو من باب الحرب الإعلامية يتحدث عن ضعف اسرائيل، وهناك حقيقية بالغرب يوجد تشريع قانون ملزم بتجريم معادات السامية وانكار المحرقة، وغير ذلك يمكن الحديث عنها ونقدها، العالم لا تسوده العدالة، من يتحكم بالعالم خمسة دول عظمى وبقية الأمم يتعاملون معها حسب القرابة، أما العرب والمسلمين مكانهم في أسفل الأمم، قرارات الأمم المتحدة تأخذ في الاعتبار مصالح القوى العظمى الخمسة بالدرجة الاولى، من الغباء أن الدول العظمى تتقاتل فيما بينها لأجل العرب والمسلمين الذين قبلوا لأنفسهم الذل والخيانة والتعامل مع المحتلين.
تاريخ العرب والمسلمين حافل بتعاون زعماء العرب السُنة مع المحتلين، لكن يلقون قذارات خيانتهم على الأطراف الشيعية الشريفة المقاومة عبر التاريخ، كل مدارس الفلسفة والعلوم والكيمياء تعود إلى أئمة ال البيت ع وتلاميذهم، امس شاهدت مقطع فيديو لشيخ كويتي وهابي اسمه عثمان الخميس يقول عالم الكيمياء جابر بن حيان شخصية خرافية لاوجود لها ههههه جابر بن حيان وابن سنا ذنبهم أنهم شيعة، ومنهم من درس في مدارس الشيعة الجعفرية، ويكفي كتبهم تدرس في كليات الطب بالجامعات الغربية، ابني عندما درس في كلية الطب البشري جاءني فرحا، قال لي اقرأ، وجدت كتاب ابن سينا اول كتاب طبي يدرسونه في كلية الطب، كذلك بالرياضيات في المناهج التعليمية يدرسونهم رياضيات الجبر، لعالم الرياضيات الشيعي الإسماعيلي الخوارزمي، عصر التطور والعلوم بالحقبة العباسية تم في عصر الدويلات حيث نشأت مدرسة أصحاب الصفا الفلسفية، بينما كان علماء أهل السنة يجلد بعضهم البعض الاخر هل القرآن منزل ام مخلوق، وعندما قويت شوكة الخليفة العباسي قام بغلق المدارس الفلسفية وتم العودة إلى عصر التخلف والظلام.
عدم المساواة ظاهرة موجودة بالبشرية ليست في عالمنا الحالي، بل الظلم والقتل وانعدام الانسانية موجودة في كل زمان ومكان.
ظاهرة الكراهية والكذب وقتل الأبرياء ليست جديدة وقد تألق بها العرب والمسلمون، بالقرن الرابع والخامس الهجري تعاون صلاح الدين مع الصليبيين لابادة الشيعة الاسماعيليين الفاطميين وتم استئصال حتى الأطفال والنساء وبعد أن كان الشيعة أكثرية في مصر والشام وشمال افريقيا تم ابادتهم بشكل جماعي، وتعاون الخليفة العباسي مع التتار المغول في القضاء على الشيعة البويهيين في إيران، وقبل الخليفة العباسي أن تصل جيوش التتار إلى مدينة مندلي ويعسكرون بها ١٢٠ سنة، قبل دخولهم بغداد، وكانوا التتار هم من ينصبون ويعزلون الخليفة العباسي، وبنهاية المطاف القوا خيانة وسفالة الخليفة العباسي الشاذ، على الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي الأسدي ظلما، ولا زال العرب يلقون خياناتهم على الشيعة ليومنا هذا.
من وقف الان مع شعب غزة العربي السني هم الشيعة العرب دون غيرهم، بينما وقفت الدول العربية السنية الوهابية مع نتنياهو للقضاء على حماس بغزة، تاريخ أعور مزور، حاولوا سرقة جهاد الشيعة ضد المحتل البريطاني بالحرب العالمية الاولى، هناك حقيقة، انفرد الشيعة بالعراق واليمن وبشرق الجزيرة العربية وفي لبنان وسوريا في مقاومة المحتل البريطاني الفرنسي، بينما وقف زعيم العالم العربي والإسلامي السني مفتي مكة شريف حسين مع القوات الغازية، ولولا فتوى مفتي مكة بالجهاد ضد القوات العثمانية وتحت قيادة القوات البريطانية والفرنسية لما سقطت دولة الخلافة العثمانية السنية، حاولوا سرقة جهاد الشيعة بثورة العشرين والتي أيضا قادها الشيعة، حسب وجهة نظري يجب التركيز على فترة الحرب العالمية الأولى وإظهار دور الشيعة بتلك الفترة قبل أن نتحدث عن ثورة العشرين.
دائما الفيالق الإعلامية البدوية الوهابية منزعجين من وجود عرب عراقيين شيعة هربوا للغرب بسبب ظلم صدام الجرذ وانصهروا بالمجتمعات الغربية وأصبح الكثير منهم ومن أبناء الجاليات العربية والإسلامية عناصر مؤثرة في الجامعات وفي أسواق العمل وفي الأحزاب السياسية الغربية، لذلك عمدت السعودية على نشر الوهابية لتشويه سمعة العرب والمسلمين بالغرب، لكي يتم وصفهم بالارهابيين ،عملت دول الخليج على نشر التطرف والكراهية بين صفوف الجاليات العربية والإسلامية الذين هربوا أو هاجروا مبكراً إلى أوروبا أو الأميركيتين، والعمل على منعهم من الانخراط في صفوف المجتمعات الأوروبية الغربية، من المؤسف تجد غالبية من شباب العرب والمسلمين الذين ولدوا بالغرب يحرمون الذهاب للمشاركة في الانتخابات البلدية والبرلمانية بالدول الأوروبية بحجة أنهم كفرة ههههه من يشارك بالانتخابات الاوروبية من المغتربين العرب والمسلمين هم ابناء الشيعة والاكراد وفق منطلق قومي للدفاع عن القضية الكوردية في المحافل الاوروبية الغربية، من النادر تجد مشاركة بالانتخابات في أوروبا من شباب العرب السُنة، ربما تجد سنة أتراك يشاركون بالانتخابات، لكن غالبية أبناء العرب السنة ضد المشاركة بالانتخابات الاوروبية، ولاحظت ذلك بنفسي، بكل الاحوال الفيالق الإعلامية لدول البداوة تهاجم كل سياسي اوروبي يتعاطف مع قضايا العرب ويقومون بمهاجمته وذمه والسخرية منه.
في الختام عن الإمام علي ع معاداة الرجال من شيم الجهال.
ليس من الإنسانية والعدالة معاداة الناس لأسباب مذهبية وقومية، ننتقد البعثيين والوهابيين دون الآخرين من الاخوة الكرام المحترمين من أتباع المذاهب السنية الكريمة والمحترمة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
3/7/2024