الإيمان والحكمة اليمانية..!

القاضي حسين بن محمد المهدي ـ اليمن ||

بسم الله الرحمن الرحيم

الإسلام قوة عظمى، ونعمة كبرى ورحمته واسعة، وحكمته بالغة، وانواره صادعة، وشجرته الطيبة بثمار الإيمان والهدى للناس يانعة، من تمسك به مخلصا لربه تائبا من ذنبه فقد هدي إلى صراط مستقيم صراط الله العزيز الحكيم.
الإسلام منذ أن وجدت قوته، وظهرت دعوته، وعلت كلماته، مثله مثل أي قوة تظهر على وجه الأرض يتجه إليها خصمان
خصم يجحد فضلها وينكر مكانتها ويحاربها
وخصم طامع في استغلالها فيلبس ثيابها يجعل منها سندا وعونا لسياسته
والملاحظ ان أخطر خصوم الدين جاحد ينكره، أو طامع يريد أن يستغله.
إن الدين الإسلامي رغم ماواجهه من عنت خصومة ومستغليه بقي قوي النفوذ واسع السلطان مسيطر على القلوب، منتشرا في شتى اصقاع الأرض، ذائعا صيته، بالغا تأثيره، نافعا للناس في منهاج حياتهم الدينية والدنيوية بالقرآن هاديا ومقوما، (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ).
لقد جاء الإسلام بالعلم الذي شق طريقه فانتفع به العلماء، ونفعوا به الناس، والتمسوا به الخير، واناروا به البصائر، وهدوا به إلى عظمة الخالق، فكان ذلك من فيض رحمة الله على هذه الأمة، وصمام أمان لها، وبه قهروا جاحديه
فلما دب عصر الإختلاف وانقسم العلماء حصل الضعف.
إن الضعف الذي دب في بعض أوصال الأمة جمح بمن يريد أن يستغل الدين فسخر قوته الهائلة لمصلحته بعد نقض عروة الإسلام الأولى وهي (الحكم) فجعلوا من المذاهب والاحزاب قواعد لهم تحقق لهم مطامع الوصول إلى السلطة
وقد جعلوا من العلماء مطية لهم يحتمون بها وجعل الطامعون من انفسهم سندا لمذاهب الفقهاء، الأمر الذي وسع هوة الخلاف بين المسلمين
ولكن الاسلام بقي بجوهره محتفظا بقوته الروحية الفعالة ملهما لاتباعه التمسك بالقرآن، وبما أرشد إليه نبي الإسلام محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وارسى قواعد تعصم من التجأ إليها واخذ بها واحاط العلم الذي هو نبع قوته الأولى بقداسة كبرى، حتى انه ارشد الى بدأ واستفتاح اي أمر ذي بال لابد ان يكون بذكر الله واسمه، حتى ان الباحث لايجد كتابا فقهيا لايبدا باسم الله والاستعاذة بالله
وبين أن كل اعتقاد او عمل لايقوم على دلائل الحق مردود على صاحبه(وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لا هُدىً وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ)
وبين أن الإيمان ماوقر في القلب وصدقه العمل، وارشد إلى بقاء المتحلين به على هدايتهم ليرجع إليهم عند اشتداد الأمر، فقال عليه الصلاة والسلام (الإيمان يمان والحكمة يمانية) وفي رواية (والفقه يمان) وجملة الإيمان يمان اسمية من لازمها الثبات والاستمرار.
والحكمة في اللغة العربية: تعني العلم،
وتعني العدل،
ومن معانيها أيضا كل كلام يوافق الحق،
ومنها: وضع الشيء في موضعه،
ومنها: صواب الأمر وسداده،
وقد بعث بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ)
فالتنويه بها في كتاب الله ووصف النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله بها أهل اليمن مايلفت النظر الى ذلك، وابلغ ماتستفيده الإنسانية منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم(الحكمة ضالة المؤمن ياخذها انىّ يجدها) فقد شبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحكمة في ضرورتها للإنسان بالضالة، وهذا تشبيه بديع يؤذن بأن الحكمة من الضرورات التي ينبغي البحث عنها والعمل بها
فاهل اليمن أهل إيمان وحكمة، (ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا)
فقد امدهم الله بسمو الإدراك فتمسكوا بأهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وآله
وجاءت المسيرة القرآنية بقيادة السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله وتمسكهم به لتؤكد للعالم صحة توجههم، فهاهم يضربون الصهيونية اليهودية الامريكية في البحر في قلبها النابض حاملة الطائرات ايزنهاور، ويغلقون على الصهيونية اليهودية البحار (البحر الأحمر والعربي والمتوسط والهندي) إنها حكمة الإيمان وأهله(الإيمان يمان )، وحسن اختيار القيادة من أهل بيت النبوة
وليس ذلك بمنئ عن سنة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال (اني تارك فيكم ما أن تمسكتم به كتاب الله وعترتي) (وكتاب الله وسنتي) فمن السنة التمسك بأهل البيت
وقد لمح ابن حجر إلى ذلك عند شرحه لحديث (مايزال هذا الأمر في قريش مابقي منهم اثنان) فاوضح بأنهم أئمة أهل البيت في اليمن
وهكذا نجد أهل اليمن واليمنيين أنصار الإسلام،
وبهم قامت دولة النبوة،
ودولة الائمة من أهل البيت،
وبهم ينتصر الإسلام ويتحرر الأقصى الشريف
وترتفع رآية المسلمين عالية خفاقة مابين مشرق الأرض ومغربها،
فصدق إيمان أهل اليمن،
وظهرت حكمتهم،
وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولانامت أعين الجبناء
(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)

Check Also

كربلاء المقدسة.. الغدير تواكب عملية التعداد مع الفرق البحثية وتكشف زيف الادعاءات المغرضة

كربلاء المقدسة.. الغدير تواكب عملية التعداد مع الفرق البحثية وتكشف زيف الادعاءات المغرضة تقرير: عمار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *