قناة الغدير الفضائية قناة اخبارية مستقلة
فهد الجبوري ||
وما هي الخطة الجديدة التي عرضها الرئيس الامريكي لانهاء الحرب ، وما هي ردود الافعال عليها ؟
تناقلت وسائل الاعلام العالمية تصريحات الرئيس الامريكي جو بايدن امس الجمعة التي قال فيها ” أن إسرائيل عرضت مقترحا جديدا يشكل خارطة طريق لوقف اطلاق النار ، واطلاق سراح الرهائن ” مشيرا الى ان هذا المقترح جرى ايصاله الى حماس عبر قطر .
وقال الرئيس الامريكي أن الولايات المتحدة تركز بشكل كبير على انهاء الحرب بشكل دائم واعادة الرهائن الاسرائيليين ، زاعما ” أن امريكا تريد خلق مستقبل افضل بعد ذلك في غزة بدون حماس ، فضلا عن تحقيق الأمن لإسرائيل ”
وحسب قناة بي بي سي البريطانية ، جاء الرد الاسرائيلي على خطاب بايدن ، إذ قال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو أن حرب غزة لن تنتهي الا بتحقيق كل اهدافها ومن بينها عودة جميع الرهائن وتدمير حماس .
من جهتها قالت حركة حماس أنها تنظر بايجابية الى ما تضمنه خطاب بايدن ، مبدية استعدادها للتعامل مع أي مقترح يتضمن وقف اطلاق النار الدائم ، والانسحاب الكامل للقوات الاسرائيلية من غزة ، واعادة اعمار القطاع وعودة النازحين وتبادل جدي للأسرى والرهائن ، وفق ما نقلته وكالة رويترز للانباء.
وكان الرئيس بايدن قد كشف في خطابه الجمعة عن مضامين المقترح الاسرائيلي قائلًا انه يشمل ثلاثة مراحل : ستبدأ الاولى بوقف اطلاق النار لمدة ستة اسابيع ، ينسحب خلالها الجيش الاسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة ، وفي نفس الوقت ستطلق حماس عدد من الرهائن ، متزامنا ذلك مع عودة المدنيين الفلسطينيين الى منازلهم في جميع مناطق غزة .
وخلال فترة الستة اسابيع تلك ، سوف تستمر المفاوضات بوساطة اميركية وقطرية وفي حال نجاحها سيبدأ الجزء الثاني من الخطة ، وتشمل اطلاق سراح جميع الرهائن الاحياء المتبقين بما في ذلك الجنود ، ثم الانسحاب الكامل للقوات الاسرائيلية من غزة.
اما المرحلة الثالثة فسوف يتم فيها اعادة أي رفات للرهائن الاسرائيليين في غزة ، وستبدأ ” خطة اعادة الاعمار الكبرى ” للقطاع .
وحسب التقارير الاخبارية ، دعا وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن خلال اتصالات هاتفية مع نظرائه السعودي والاردني والتركي الى الضغط على حماس لدفعها الى قبول ما اطلق عليه ” خريطة الطريق الاسرائيلية الجديدة ” التي أعلن عنها بايدن يوم الجمعة ، فيما شدد المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميلر على ” أن المقترح يصب في مصلحة الاسرائيليين والفلسطينيين ، وفي مصلحة امن المنطقة على المدى الطويل ”
وكان بايدن قد قال في خطابه أن المنطقة بحاجة الى حل دبلوماسي بما في ذلك وضعا أكثر هدوءا على طول الحدود الشمالية مع لبنان ، كاشفا ايضا ان الخطة ستفتح امكانية تطبيع العلاقات مع السعودية ، ومواجهة التهديد الايراني في المنطقة على حد تعبيره .
وقد تواصلت ردود الافعال على خطاب بايدن ، وقد تعددت القراءات لهذا الخطاب داخل الكيان الاسرائيلي ، مما يعكس عمق الخلافات ، حيث تشير بعض تلك القراءات الى أن خطاب الرئيس الامريكي عبر عن خيبة امل كبيرة من حكومة نتنياهو ، وأنه خاطب الرأي العام الاسرائيلي من فوق رأس الحكومة الاسرائيلية ، وقالت القناة ١٢ الاسرائيلية أن بايدن أراد أن ينقذ إسرائيل من نفسها .
ورأى اسرائيليون آخرون أن الرئيس بايدن كشف عما أسموها ” الخدعة الاسرائيلية “، وهي أن إسرائيل قدمت المقترح على امل أن ترفضه حركة حماس ، وعندما وجدت أن ردها كان ايجابيا ، حاولت أن تخفيه .
وتشير الخلافات داخل دوائر صنع القرار الى أن إسرائيل مقبلة على تفاعلات كثيرة ، وقد جاء خطاب بايدن- حسب بعض المحللين – لدفع نتنياهو لاتخاذ أحد القرارين : إما أن يحزم أمره ويقبل بالمقترح الذي قدمته إسرائيل ، أو أن تبدأ حكومته بالتفكك .
