التواضع لله من جوهر الدين..!

🖋📜 الشيخ الدكتور عبد الرضا البهادلي ||

📍اذا لم تكن متواضعا بسيطا ترابيا لا يمكن ان ترتقي في مدارج الكمال وتكون قريبا من الله تعالى. فالله يبغض ويكره ويحتقر المغرور المتكبر الذي يرى نفسه …..

📍تامل موسى عليه السلام وهو كليم الله ونبي ورسول ومن اولي العزم ومن الذين بعثهم الله الى مواجهة اكبر إمبراطور وطاغية في الارض ويحمل كل هذه الاوصاف، ولكن عندما التقى بالعبد الصالح المتخصص بالعلوم اللدنية والذي يقال عنه انه الخضر …..

📍قال موسى للعبد الصالح بطريقة تنم عن تواضعه وذله بين يدي معلمه العبد الصالح .
(( هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا…..))؟. الله ما أروع هذه العبارة التي تدل على تواضع موسى عليه السلام وهو السر الذي جعله اقرب الناس الى الله .

📍تصور انت دكتور او بروفيسور او طبيب او صاحب منصب او صاحب ثروة كبيرة ،وهناك من هو عنده علم وفكر وفلسفة وانت فارغ من هذه العلوم ، فهل تطلب منه بتواضع وذلة ان تستفيد من علمه ،وتقول له اريد ان اتبعك حتى اتعلم منك …؟ . ثم تصر بتواضع على اتباعه ، مع انه يقول لك انك لا تستطيع معي صبرا ….؟ لو تشوف نفسك شوفه ، كما رأى ابليس نفسه .؟.

📍ان انغماس المجتمع بالحياة المادية جعلهم يتمسكون بقشور الدين لانها وسيلة سهلة ليس فيها مشقة يعتقدون انها تنجيهم في الآخرة . واما جوهر وروح ومبادئ وقيم الدين ولان فيها مشقة فقد ابتعدوا عنها …

📍ولأجل ذلك: الحقيقة ان المجتمع بحاجة إلى اعادة هيكلة لكي يفهم جوهر وروح ومبادئ وقيم الاسلام الذي جاء به الخاتم صلى الله عليه واله ….

📍ولكن ارجاع المجتمع الى جوهر وروح الدين اصبحت اليوم مهمة في غاية الصعوبة ، لان الناس اليوم يعيشون الجهل المركب وليس البسيط ، فالناس اليوم يعتقدون ان ما يقومون به هو الدين ….
تامل ما ورد عن الإمام الصادق لتعرف ماذا اقصد من الجهل المركب والبسيط.
عن الفضيل بن يسار، قال: ” سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله (صلى الله عليه وآله) من جهال الجاهلية. قلت: وكيف ذاك؟ قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به، ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر….).

🤲اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة الى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة….