القاضي حسين بن محمد المهدي ـ اليمن ||
بسم الله الرحمن الرحيم
مما لاريب فيه أن التقوى خير زاد
وان الصلاة أقوى عماد
بها صلة العبد بربه
وفيها الانابة عن ذنبه،
وفيها يستعين على قضاء حوائجه،
ويطلب النصر من خالقه
(وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ)
الايام تقضي بالغير، وتاتي بالعبر،
ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا
فمن فاته العقل والضمير داجى إسرائيل، وقعد عن حربها،
وكأنه اقرها على ظلمها،
فمن أقر الفُجار على فجورهم فجر،
ومن اعانهم اجتلب لنفسه الشر، وتعرض بحماقته للثبور، وقل صوابه، واقترب عقابه.
اللبيب لايغتر بنفسه ولا ينسى كرم ربه،
فاصدق مقال مانطقت به صورة الحال،
وابلغ الشكوى، مانطق به ظاهر التقوى،
فابلغ كلام ماصحت مبانيه، وصفت معانيه، فمظلومية رفح في فلسطين طفح به الكيل، وأعرب عنه الضمير،
واستغنى به الكلام عن التفسير،
فمن لم يصح ضميره لتلك المجازر فهو في عداد الهالكين.
إن العالم اليوم يرى بأم عينه ماترتكبه اسرائيل من المجازر في فلسطين بظلم ووحشية منقطعة النظير
وقد عبر بعض أحرار العالم عن رفضهم لتلك الجرائم البشعة
غير ان الكثير من المسلمين يقفون على عتبات هذه المشاهد المروعة ولايحركون ساكنا مايشعر بالاسى والحزن لضعف حالهم، وقلة مبالاتهم، وعدم احترامهم لشريعة الله التي يتفيؤا ظلالها ونعيمها.
إن اعلاء كلمة الله والدعوة إلى الجهاد في سبيله وتحرير فلسطين والاقصى الشريف يحتاج إلى رجال ذوي صلاح وإصلاح، يتقون الله في السر والعلن، ممن لا تلهيهم عن العمل بالشريعة والاستمساك بعروتها الوثقى شيئ من مطامع الدنيا، ولاتصرفهم عن ذلك العقبات والشدائد، ولاتلهيهم الأخلاق الوضيعة التي انسوها في الغرب فحاولوا نقلها إلى بلدانهم بما لايتلاءم مع طبيعة الإسلام والمسلمين.
إن الأمة بحاجة أن تسير في منهجها على أحكام القرآن، ويسير الزعماء مقتدين بقائد المسيرة القرآنية السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي-حفظه الله- الذي يقف بحزم وجد في وجه الصهيونية اليهودية نصرة لمظلومية الشعب الفلسطيني ورجاله الاشاوس من أبناء اليمن الميمون وأبناء محور المقاومة الافاضل من لبنان والعراق وإيران وابناء الشعب الفلسطيني الأبي والرجوع إلى الله والاستعانة به، وعدم الجزع والفزع من الأعداء والمحافظة على الصلوات والواجبات بدلا من منتديات الرقص واللهو والمجون (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً،إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً،وَ إِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً،إِلاَّ الْمُصَلِّينَ،الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ).
فالجهاد والصلاة تنصلح بهما الأحوال، وتتحقق الآمال، ويرتفع البلاء، ويرث المؤمنون في الدنيا العزة والفلاح، وفي الآخرة الفردوس الأعلى من الجنة، (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً،إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً،وَ إِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً،إِلاَّ الْمُصَلِّينَ،الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ)
( وَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ،أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ،الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ)
ونحن يوم غد مع موعد لصلاة الجمعة فليسعى الجميع إلى ذكر الله والإخلاص في الدعاء له، فمن اخلص لله ظفر بمراده، وانتصر على اعدائه،
واني لادعو الله والأمر ضيق
عليَّ فما ينفك ان يتفرجا
ورب فتى سدت عليه وجوهه
أصاب لها في دعوة الله مخرجا
(وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَ لْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين ولانامت أعين الجبناء (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)