علي الازيرجاوي ||
السيد إبراهيم رئيسي ( رحمه الله ) ومنذ توليه الرئاسة لم يقّر له قرار، شمر عن ساعديه ليصل الليل بالنهار في خدمة شعبه ودينه..
كان مُبالغاً في الحركة والتجوال، ولا يهتم لشأنه كما الرؤساء، أراد أن يكون رئيساً ميدانياً قريباً من رعيته، يستمع إلى مشاكلهم، واضعاً نصبه عينه إيجاد الحلول في هذا الزمن الصعب على الدولة والناس، متحدياً العقوبات الغربية الظالمة.
بذل كل مجهوده محاولاً إختصار الزمن لتقديم الخدمات وإصلاح الأوضاع ولو على حساب نفسه، لا يفرّق بين موالٍ ومخالف سياسياً، كلهم عنده سواء، المهم لديه نصرة المظلوم وتقدم البلد.
كان صادقاً مخلصاً وأميناً..
لم ينطلق من عقد نفسية، ولا ظنون قلبية، ولا حقداً أو حسداً..
بل كان محباً للخير نقياً..
كان يتمنى أن يكسر العقوبات ويحدث طفرة معاكسة كبيرة من خلال بذل جهده ومهجته، وقد سخّر عائلته في هذا الطريق وكانت زوجته -وعلى غير العادة- مشاركة له في الخدمة العامة من موقعها.
عمل الرئيس هذا نابع من خلفيته الأخلاقية والدينية الولائية وإيمانه وقربه الصادق من الإمام الرضا ” عليه آلاف التحية والسلام ” خلال فترة سدنته للروضة المطهرة، فيكون قد ربى نفسه وهذبها، بعد ذلك خرج إلى الأمة متصدياً للمسؤولية، على طريقة العلماء الصالحين، الذين يزدادون قرباً من الله العادل الرحيم بما يقدمون من خدمة لعيال الله في الأرض.
حاول إستثمار أكبر قدر من الجهود لأجل النجاح في مهمته العابرة، نعم عابرة لأن هدفه ليس المنصب، بل الخدمة العامة؛ ابتدأها بخدمة الإمام الرضا “عليه السلام ” فكان خير خادم، ثم رئاسة القضاء وأدّى دوره على أفضل وجه، وختمها برئاسة الجمهورية الإسلامية فكان صاحب موقّف جرئ وقوي في المحافل الدولية، وبسيط متواضع في خدمة الناس وبينهم ونصرة الدين، فكانت خير خاتمة في يوم مولد الإمام الرضا ” عليه السلام ” وهو عائد من خدمة عامة افتتاح سد عظيم لتأمين المياه للناس عند الحاجة.
كان يسهر على خدمة الناس وأمنهم.. فسهر الناس في ليلة الحادث تضرعاً من أجل عودته سالماً…
ولكن رحل الرئيس الخدوم المحبوب.
برحيله عمّ الحزن البلدان وتأثر على فقده الأحرار.
فهنيئاً له ما نال ..
ونسأل الله أن يفتح له أبواب جنانه ويطيب فيها خالداً مع الأولياء والصالحين ” عليهم السلام أجمعين ” ﴿وَسيقَ الَّذينَ اتَّقَوا رَبَّهُم إِلَى الجَنَّةِ زُمَرًا حَتّى إِذا جاءوها وَفُتِحَت أَبوابُها وَقالَ لَهُم خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيكُم طِبتُم فَادخُلوها خالِدينَ﴾ [الزمر: ٧٣]
وإنا لله وإنا إليه راجعون
21-5-2024