لا تصيب الجلطة الدماغ فقط، ولكنها قد تصيب العين أيضًا، سواء في الشرايين أو الأوردة، تلعب الشبكية دورًا حيويًا في إرسال الإشارات العصبية البصرية إلى الدماغ عن طريق العصب البصري، وكأي نسيج آخر في الجسم، تحتوي على الكثير من الأوردة، والشرايين التي تمدها بالدم المحمّل بالأكسجين والعناصر الغذائية اللازمة.
وقد تحدث الجلطة في العين تمامًا مثل جلطة الدماغ، حيث ينسد وعاء دموي مسببًا ضعف أو توقف تدفق الدم من وإلى الشبكية، ما ينجم عنه ضعف وصول الأكسجين، والبدء في موت خلايا الشبكية خلال دقائق وساعات، وهي تعد من حالات الطوارئ، إذ قد ينجم عنها ضعف البصر الدائم، والعمى وهو من مضاعفات جلطة العين إن لم يتم علاجها في وقت قياسي.
أنواع جلطة العين هناك بضعة أنواع من جلطة العين وتعتمد على نوع الوعاء الدموي المصاب، وآلية الانسداد، وجزء العين الذي يدعمه هذا الوعاء الدموي، وفيما يلي أشهر أنواع جلطات العين: انسداد الشريان الشبكي retinal artery occlusion، وهو تضيق أو انسداد الشرايين المغذية للشبكية، ويتضمن انسداد الشريان الشبكي المركزي “Central retinal artery occlusion” أو انسداد الشريان الشبكي الفرعي “Branch retinal artery occlusion” انسداد الوريد الشبكي retinal vein occlusion، وهو تضيق، أو انسداد في الأوردة التي تخرج من الشبكية متجهة للقلب، ويتضمن انسداد الوريد الشبكي المركزي “Central retinal vein occlusion” أو الفرعي “Branch retinal vein occlusion”.
الاعتلال العصبي البصري الأمامي الناجم عن نقص التروية الشرياني Arteritic anterior ischemic optic neuropathy، وهو نتيجة ضعف تدفق الدم إلى العصب البصري في الأوعية الدموية الكبيرة، وعادة ما ينجم عن اضطراب التهابي يسمى التهاب الشريان ذو الخلايا العملاقة giant cell arteritis. الاعتلال العصبي البصري الأمامي الناجم عن نقص التروية غير الشرياني Non-arteritic، ويحدث في الأوعية الدموية الصغيرة، ولا يصاحبه التهابات.
أعراض جلطة العين يمكن أن تتطور جلطة العين في غضون ساعات أو أيام، أو قد تظهر فجأة، وعادة ما تصيب عين واحدة، وهي غير مؤلمة في معظم الحالات، وتتضمن ما يلي:
ظهور العوائم (ذبابة العين) Floaters، وهي نقاط صغيرة غامقة اللون تظهر في مجال الرؤية.
تشويش الرؤية الذي يتفاقم في جزء من العين المصابة أو كلها.
فقدان الرؤية التدريجي أو الفجائي.
أسباب جلطة العين لا يوجد سبب واضح للإصابة بجلطة في العين، ولكن يرتفع خطر الإصابة بها عند بعض الأشخاص دونًا عن الباقين الذين يعانون من تاريخ مرضي أو عائلي من بعض الأمراض التي قد تسبب الجلطات مثل: تصلب الشرايين.
ارتفاع ضغط الدم.
ارتفاع مستويات الكوليسترول.
تاريخ مرضي سابق من النوبة القلبية، أو الجلطات.
مرض الشريان التاجي.
تضيق الشريان السباتي.
السكري.
الجلوكوما.
ألم في الصدر.
ومن عوامل الخطر المحتملة الأخرى للإصابة بجلطة في العين التدخين الذي يعد أحد أبرز عوامل الخطر لجميع أنواع الجلطات، والتقدم في العمر. كيفية تشخيص جلطة العين يبدأ التشخيص بفحص قاع العين باستخدام المصباح الشقّي بعد توسعة حدقة العين بقطرة خاصة كي يستطيع رؤية ما بداخل العين بشكل مفصل، وربما يُجري واحد أو أكثر من الفحوصات الآتية:
التصوير المقطعي للترابط البصري Optical coherence tomography، وهو اختبار تصويري للكشف عن أي تورم في الشبكية.
تصوير الأوعية الدموية للشبكية بالفلوريسين Fluorescein angiography، حيث تُحقن صبغة معينة في ذراع المريض كي تساعد في إظهار الأوعية الدموية في أثناء اختبار التصوير. فحص ضغط العين.
اختبارات البصر لفحص الرؤية الجانبية والمركزية. ونظرًا لاحتمالية الإصابة بجلطة في العين بسبب أمراض أخرى كالمذكورة في الفقرة السابقة، من المحتمل أن يطلب الطبيب الخضوع لفحوصات أخرى للكشف عنها مثل اختبارات الدم، وقياس ضغط الدم.
علاج جلطة العين يعتمد العلاج على مدى الضرر الذي سببته الجلطة، والصحة العامة للمريض، ومن العلاجات المحتملة ما يلي: تدليك منطقة العين. علاج جلطة العين بالأدوية المسيلة للدم لإذابة الجلطات. علاج جلطة العين بالحقن سواء بمضادات عامل النمو البطاني الوعائي Anti VEGF، أو بالكورتيزون. العلاج بالليزر والتخثير الضوئي photocoagulation therapy. العلاج بالأكسجين عالي الضغط. يجب الالتزام بزيارات المتابعة التي يحددها الطبيب، كي يساعد على التخلط من الجلطة في أسرع وقت ممكن، وتختلف مدة علاج جلطة العين حسب حالة المريض ومدى استجابته، والأسلوب العلاجي المستخدم
وللوقاية منها يجب اتباع الارشادات التالية :
مراقبة مستويات السكر في الدم، والحفاظ عليها. علاج ارتفاع ضغط العين. مراقبة ضغط الدم، وتناول الأدوية المعالجة له. فحص مستويات الكوليسترول، وعلاج ارتفاع مستوياته. تجنب التدخين. ممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية. تناول وجبات غذائية صحية متكاملة العناصر الغذائية مثل الخضروات والفواكه.