كندي الزهيري ||
أعلن أمير الكويت عن جملة من القرارات ، أهمها تعطيل المجلس الأمة الكويتي ، وكذلك تعطيل بعض فقرات الدستور ، جاء ذلك بعد الأزمات الكثيرة التي تعاني منها الكويت ، أهمها ؛حجم الفساد المالي و الإداري التي وصل إلى مراحل متقدمة كما وصفها المحللين السياسيين.
حصل تجميد مجلس الأمة الكويتي مرتان؛ الأولى سنة السبعينيات من القرن الماضي بسبب أزمة مالية ، والثانية انتهت باجتياح الطاغية صدام .
بعد زيارة أمير الكويت لعدة دول إقليمية منها الأردن وتركيا والسعودية ، يعلن بحل مجلس الأمة بانقلاب وصف ( بالانقلاب الأبيض) ، مصرح لا نسمح للديمقراطية تمزق الكويت ، وعلى إثر ذلك أوقف عمل المجلس مدة أربع سنوات ، مع إعلان وصف (بالأحكام العرفية) ، وإيقاف جزء من بنود الدستور وهي :
_ السلطة التشريعية يتولاها الأمير ومجلس الأمة وفقًا للدستور.
_يجب عرض المراسيم على مجلس الأمة خلال خمسة عشر يومًا من تاريخ صدورها.
_يكون تعيين الوزراء من أعضاء مجلس الأمة ومن غيرهم.
_لا يصدر قانون إلا إذا أقره مجلس الأمة وصدق عليه الأمير.
_ للأمير أن يحل مجلس الأمة بمرسوم تبين فيه أسباب الحل، على أنه لا يجوز حل المجلس لذات الأسباب مرة أخرى، وإذا حل المجلس وجب إجراء الانتخابات للمجلس الجديد، في ميعاد لا يتجاوز شهرين.
لما تم ذلك …
تم ذلك الأسباب منها :
١_ حجم الخلافات السياسية التي تعصف بالكويت .
٢_ عدم الإهتمام بمصالح الكويت الداخلية والخارجية ، والتعامل مع تلك الملفات تعامل صبياني.
٣_ مجلس الأمة أصبح مصدر يهدد أمن واستقرار الكويت ومستقبلها ، كذلك بسبب الصراعات الطائفية المتزايدة ، إضافة إلى تأزيم المأزوم ، وأثارت المشاكل مع دول الجوار .
واجه هذا الإعلان ردات فعل متعددة منها :
١_ أن هذا الإعلان جاء من أجل تخليص الكويت من براثن الفساد والجهل السياسي .
٢_ البعض يرى بأن ذلك أنقلاب على الديمقراطية ، محذرين المواطنين بعدم التكلم بالسياسة لكونهم سيواجهون العنف والحبس والاعتقال.
٣_ ينظر البعض بأن جاءا إعلان أمير الكويت ، تمهيدًا لدخول الكويت بؤرة التطبيع مع الكيان الصهيوني .
٤_ يرى آخرون بأن هذا الإعلان جاء بسبب الفشل الذي حصل بميناء مبارك
٥_ يخشى البعض بأن هذا الإعلان هو بداية التفرد بالسلطة ، و بداية اعلان مملكة على شاكلة البحرين .
الكويتي ، وميناء الفاو هو السبب ذلك .
بقض النظر عن تلك الآراء حول اعلان أمير الكويت ، لكننا نرى بأن الكويت على موعد يحدد اتجاهاتها ومستقبلها ، علما بأن الكويتيون لا زالوا يعتقدون بأن دول العالم ستساندهم ، في أي أزمة كانت كما حصل في التسعينيات ضد تدخل صدام المتفق عليها مسبقاً ، من أجل توغل أمريكا في المنطقة أكثر فأكثر ، متناسين بأن الوقت قد تغير ، والأقطاب تعددت وأصبحت أكثر قوة من ذي قبل ، لذا لا نرى مستقبل للكويت أما تتجه للسعودية فتصبح جزءًا منها ، أو تعود للعراق ، والخيار آلأصعب أن تبقى على ما هي عليه اليوم، آلأيام كافية لتبيان مستقبل الشعب الكويتي .