شهيد المحراب ومشروع صوت الاغلبية..!

سعيد البدري ||

في مثل هذه الايام من العام 2003 انهى شهيد المحراب اية الله المجاهد السيد محمد باقر الحكيم ( رضوان الله عليه ) رحلة الهجرة والمواجهة المسلحة مع النظام البعثي المجرم ،وبدأ مشروع بناء الدولة بعد عقود طويلة من التسلط ومصادرة الحقوق ،وبوصوله لارض الوطن عبر منفذ الشلامجة في البصرة بدأت مرحلة جديدة من العمل السياسي والتعبوي لمواجهة اخطار مشاريع الاحتلال الامريكي التي اشار اليها بوضوح والتي تمثلت بمحاولات الغاء حق العراقيين بكتابة دستور ورسم معالم النظام السياسي الجديد .. كان شهيد المحراب ثاقب الرؤية شديد الحرص على التمسك بنهج المرجعية الرشيدة وقد حث عبر كلماته في المحافظات التي استقبلته استقبالا لامثيل له ،على ضرورة تحكيم رأي العراقيين فيما ينبغي ان يكون عليه الحال لحكم انفسهم ،وعدم التفريط بحقوق الاغلبية التي غيبت سياسيا بسبب معادلات المستعمرين الظالمة التي ارادت لهذا الشعب المضحي ان يبقى تابعا لارادتها الاستعمارية .
الحديث عن المشروع السياسي والعمل الجهادي الذي اسس له شهيد المحراب عبر انخراطه مع قوى المعارضة العراقية استنادا لفتوى اية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره ) كان مشروعا دفاعيا بأدوات عراقية خالصة ،بعكس ما كان يسوق النظام البعثي وادواته المارقة التي حاولت تشويه صورة المقاومين والمجاهدين الذين اتخذوا من بلدان المهجر سوريا وايران منطلقا لعملهم السياسي في سوريا والسياسي والعسكري في ايران ، ولعل الثمن الذي قبل بدفعه شهيد المحراب بعد ان ساومه رأس النظام البعثي بالكف عن تبني المعارضة او اعدام ذويه وافراد عائلته كان ثمنا باهضا يعكس مبدئيته وايمانه العميق بالدفاع عن مشروعه الرامي لتحرير الشعب العراقي من سيطرة وبطش هذا النظام الشوفيني المجرم ، نعم هو مشروع تحرير ارادة شعب وانهاء حقب تهميش اسست لها قوى الاستكبار العالمي بعد انفاذ اتفاقية سايكس بيكو سيئة الصيت التي سمحت بمصادرة قرار الاغلبية وجعلهم مكونا هامشيا وحطبا لمغامرات توسيع نفوذهم في المنطقة والتي كلفت ابناء شعبنا الويلات من تشريد وقتل وحروب طاحنة لاناقة لنا فيها ولاجمل ، وعليه فأن هذا المشروع الذي بدأ يثمر اليوم بتمكين الاغلبية من القرار السياسي يجب ان يستمر ويحفظ على ضوئه التوازن المنشود بعدم الانسياق خلف مشاريع اخرى موازية او متقاطعة فوحدة كلمة البيت الشيعي وقدرة اطرافه على الاستمرار الثبات رهن بما يبدون من صمود ورعاية للمصالح العليا التي يجب ان تكون هي الحاكم والفيصل في ظل التحديات التي تعيشها المنطقة ،لذا من الضروري الالتفات لذلك ورعاية هذا الحق الذي لن نساوم عليه ونستبدله بدور هامشي يراد لنا من خلاله العودة لمربع التنازع والتبعية العمياء لارادات الاخرين ..
رحم الله شهيدنا الخالد شهيد المحراب اية الله المجاهد السيد محمد باقر الحكيم وكل شهداء العراق الذين امنوا به وطنا عزيزا لكل العراقيين الرافضين لمعادلات الظلم والتجبر والاقصاء ..

 

Check Also

المرجعية الدينية تطلق مبادرة لدعم مرضى النازحين

أطلق مكتب المرجع الديني الأعلى سماحة السيد السيستاني في بيروت مبادرة جديدة تهدف إلى تقديم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *