يعاني أشخاص كثيرون من تغير مزاجهم بشكل مفاجئ دون فهم السبب وراء ذلك، إذ يمكن أن يتحول يوهم الهادئ إلى شعور بالقلق والتوتر، والسبب الحقيقي هو الشعور بالجوع.
ويرجع السبب وراء ذلك إلى كون فكرة الجوع تؤثر على مشاعرنا وسلوكياتنا على نطاق واسع دون التركيز في ذلك.
وحسب علماء النفس قديماً، كانوا يظنون أن الجوع والعواطف منفصلان، حيث يعتبر الجوع والحالات الجسدية الأخرى دوافع أساسية ذات أسس فسيولوجية وعصبية مختلفة عن العواطف.
لكن الأدلة العلمية المتزايدة في وقتنا الحالي تشير إلى أن الحالات الجسدية يمكن أن تشكل عاملاً في تحديد العواطف وحالة الادراج، بشكل لا يمكن توقعه أبداً.
إذ تظهر الدراسات السابقة أن الجوع بحد ذاته يمكن أن يؤثر على الحالة المزاجية، وذلك ربما لأنه ينشط العديد من أجهزة الجسم، من بينها الجهاز العصبي اللاإرادي والهرمونات، التي تشارك في العاطفة.
وعلى سبيل المثال، عندما نشعر بالجوع، يطلق الجسم مجموعة من الهرمونات بما في ذلك الكورتيزول والأدرينالين، والتي غالباً ما ترتبط بالتوتر.
والنتيجة لذلك هي أن الجوع، خاصة عندما يكون شديد الحدة، يمكن أن يجعلنا نشعر بمزيد من التوتر والانزعاج والكثير من القلق.
وهناك فكرة في علم النفس تعرف بنظرية التأثير تقول إن المزاج يمكن أن يشكل بشكل مؤقت الطريقة التي يرى بها الشخص بها العالم.
وبهذه الطريقة، عندما يكون هذا الشخص جائعاً، قد ينظر إلى الأشياء بطريقة أكثر سلبية مقارنة بالوقت الذي يكون فيه شبعاً، أو لا يشعر بالجوع.
فيما تشير نظرية أخرى إلى أن الناس قد يصبحون جائعين عندما لا يركزون بشكل فعال على مشاعرهم الداخلية، بل بدلاً من ذلك يكونون منغمسين في العالم من حولهم.