حسام الحاج حسين ||
مرة أخرى نستعرض قليلا من تاريخ العلاقات بين إيران وإسرائيل ونستحضر بعض من تاريخها باأختصار . في عام ١٩٤٨ م تشكلت لجنة في الأمم المتحدة لدراسة ( تقسيم فلسطين ) وكانت ١٢ دولة منها إيران الشاهنشاهيه .
رفضت ايران انذاك خطة التقسيم وصوتت ضد القرار وصرح شاه ايران انذاك ((ان خطة التقسيم ستكون خارطة للأقتتال الديني والعرقي طوال عقود في المستقبل )) . وفي عام ١٩٥٣م بعد فشل انقلاب مصدق المدعوم من الجبهة الأشتراكية وعبدالناصر . اقامت إيران علاقات رسمية مع إسرائيل لأول مره واسس الموساد وال سي آي أي بالمشاركة مع M16 جهاز الخابرات البريطانية جهازا أمنيا صلبا للشاه عرف بعد ذلك ب ( السافاك ) .
بقيت العلاقات بين طهران و تل ابيب مرهونة بتقلبات الشرق الأوسط ، ففي حرب اكتوبر عام ١٩٧٣م كان الشاه يقف الى جانب السادات وزود مصر بالبترول رغم اعتراض الولايات المتحدة . وايضا وقف الى جانب الملك فيصل في اعلان المقاطعة للغرب في سياسية (( النفط سلاح في المعركة )) .
كما وقف مع الأردن وسوريا وطالب إسرائيل بالعوده الى حدود عام ١٩٦٧ م . لكن رغم تقلب المواقف فقد
كان الغرب يرى في الشاه حليفا استراتيجيا لها وقد وضعت الأدارة الأمريكية ( إيران و إسرائيل ) على راس الأولويات الأمنية والسياسية في منطقة تعيش على صفيح ساخن .
في عام ١٩٧٩ م وبعد انتصار الثورة الأسلامية في إيران . تغيرت موازين القوى والتحالفات بعد اعلان الثورة الأسلامية قطع العلاقات الرسمية مع إسرائيل ..!
هنا بدء فصل جديد من العلاقات الدولية وتم كتابة التاريخ حيث اصبح معيار العلاقات لإيران الثورة هي (( القضية الفلسطينية )) واصبح المعيار الأخلاقي لأي انسان و حركة وحزب هو رؤية موقفة من القضية الفلسطينية والقدس ..!
تحملت الثورة الفتية تداعيات التصدي من خلال قيادة جبهة المقاومة ضد الأمبريالية الأمريكية وصنيعتها في المنطقة وعارضت الحكومات الموالية للغرب بقوة النظام السياسي في طهران . وقادت حكومة البعث الفاشية بدعم خليجي وامريكي حربا شرسة طوال ٨ سنوات ضد نظام ولاية الفقية .. مازالت ارتداداتها الى يوم حاضرة ومازال الأنقسام القومي الذي زرعة البعث الكافر يعيش في ادمغة البعض وقد تربى جيل من الحملة الإيمانية الصدامية على الكراهية المفرطة للجمهورية الأسلامية رغم تشيعهم وتدينهم الزائف . لكن الشعور القومي الناقم على الأسلام لايمكن اخفاءه ..!
حملت الثورة الإسلامية معها رياح التغيير ليس فقط على المستوى الإيديولوجي حيث غيَّرت ايضا من موقع إيران في الشرق الأوسط جذريا . فما إن سقط الشاه وتولَّى الأمام الخميني مقاليد الحكم، حتى أعلنت طهران جملة من الخطوات الإستراتيجية أهمها قطع العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة، ومنح الفلسطينيين مقر السفارة الإسرائيلية السابق من أجل افتتاح سفارة لهم، كما كان الراحل “ياسر عرفات”، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، أول شخصية عالمية تزور إيران بعد نجاح الثورة للقاء الخميني وتهنئته على الانتصار، ثم أعلنت إيران آخر جمعة من شهر رمضان كل عام يوما “للقدس”، ما زالت تُحيي ذكراه حتى يومنا.
عملت طهران بقوة طيلة عقود على بناء شبكة من العلاقات الإقليمية بهدف تدعيم نفوذها خارج حدودها، في سياسة الضغط الأقصى على الأحتلال الإسرائيلي وذلك من خلال تحقيق أهدافها المعلنة التي هي الوحدة الإسلامية والتي تعتبرها طهران قوة داعمة للقضية الفلسطينية ..! وان امتلاك عمق إستراتيجي.قد يسمح الإستراتيجية إيران بتوسيع المساحة الرمادية الغامضة التي تستثمر فيها قوتها والتي تصب بالنتيجة لصالح القضية الفلسطينية ..!
فإيران تدعم فلسطين على رغم التباين الطائفي والمذهبي و القومي
ولهذه الغاية كانت طهران على مر التاريخ مستعدة لدعم الحركات والجماعات الإسلامية ، التي تتوافق مع أهدافها وقد نجحت بتطويق الدولة العبرية بقوه مددجة بالصواريخ والمسيرات الدقيقة ..!
وتظهر سياسة طهران خفّة الانتقال من النظري إلى الواقعي في الديباجات المستخدمة لتبرير عدم انخراط إيران وفصائلها المسلحة و التابعة لها في عدد من دول المنطقة بالحرب دعماً لحركتيّ حماس والجهاد الأسلامي . وانه وضع الجميع في حالة الحرب مع إسرائيل نصرة للقدس والشعب الفلسطيني ..!
مدير مركز الذاكرة الفيلية