عدنان جواد ||
يبدو ان عبعوب كان صادقاً، عندما كان يقول: ان دبي زرق ورق وان سبب غرق بعض مدن بغداد هو التخريب، وان تجمع مياه الامطار في الشوارع التي اصبحت كالأنهار، وتسرب للمنازل فأتلفت الاجهزة الكهربائية، حيث قامت الحكومة في وقتها بتعويض المتضررين، وان ذلك بسبب عدم قيام الموظفين المختصين بواجبهم، وان الصخرة التي وجدت في المجاري هي واحدة من الاسباب، وفي وقتها اصبح مثالاً للكذب والتنمر، وقد اعترف الكثير من المسؤولين في الحكومات السابقة، بان الحكومات التوافقية كان يسقط بعضها البعض ويتم افشال المشاريع في المناطق التي تقع تحت سيطرة احزاب اخرى، حتى لا يحسب النجاح للحكومة المتصدية للأمر والحزب الذي يقف خلفها، وان بعض المناطق في بغداد تم انشاء مجاريها في الثمانينات والتسعينات وبأنابيب صغيرة الحجم لا تتناسب وحجم السكان والتوسع العمراني فيها، والكبار في العمر يتذكرون ذلك ، لذلك فهي لا تستوعب مياه الامطار الساقطة بغزارة ، ولكن يمكن تصريفها بعد توقف الامطار، هذه الحقيقة عشناها فبالرغم من ان الامطار التي انهمرت في هذه الايام كانت غزيرة وربما اكثر شدة من الامطار في زمن امين العاصمة وقتها نعيم عبعوب، ولكن عند خروجنا صباحاً وجدنا ان الشوارع خاليه من المياه، تم تصريفها ليلاً، ويثبت هذا الوضع كلام عبعوب، فالحكومة لا تستطيع الانجاز اذا لم تحاسب المقصر لأنه ينتمي لحزب نافذ، وحسب ما سمعنا ان الامانة كلفت موظفيها بالعمل ليلاً، وعدم توقف محطات تصريف مياه المجاري لأي سبب كان وسوف يحاسب اي مدير يحدث خلل في منطقته، وهذه السياسة وتوزيع المهام والمحاسبة والمتابعة والمراقبة هي افضل الطرق لنجاح اي حكومة في عملها.
والتساؤل كيف يمكن للحكومة الاستفادة من مياه الامطار الغزيرة والسيول، فنحن نعيش في بلد اما جفاف او غرق، وصيف طويل جاف، فلماذا لا يتم حفر بحيرات عميقة لجمع تلك المياه لموسم الصيف، فالأعماق الضحلة يتبخر مائها في الصيف، واقامة السدود في المناطق العالية، لان المناطق الجنوبية لا يمكن اقامة السدود فيها لأنها منبسطة حسب كلام المختصين بهذا الشان، وان يتم تغذية المياه الجوفية بمياه الامطار فهي خزين مهم عند الجفاف، والبحيرات الصناعية والاهوار مصدر مهم لخزن المياه، فعلى الموارد المائية والزراعة العمل بنفس همة واسلوب امانة العاصمة، ووزارة الاعمار والاسكان، وعدم الالتفات لأساليب التسقيط والاستهداف الممنهج، بان ما تقوم به الحكومة الحالية مجرد كم جسر، فينبغي على رئيس الحكومة ابعاد المحبطين من المحيطين به، واي جهة تمارس التخريب والتعطيل للمشاريع الكبيرة التي تخدم الناس يجب تعريتها وفضحها امام الشعب وعدم الخشية منها، فالمجاملة والخوف من الاحزاب السياسية على حساب مصالح الناس هي من افشلت الحكومات السابقة في خدمة مواطنيها، وفي نهاية المطاف يرمى اللوم وتهمة الفساد برؤساء الحكومات والاحزاب التي افشلتها بريئة وانها هي الصالحة والمصلحة!!.