مانع الزاملي ||
قال تعالى(: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.) والصوم كتب علينا نحن المسلمين بمعنى وجوب اداءه ،ومراعاة شروطه من قبل المكلفين في الصوم ،وفيه رياضات نفسية له طعم خاص لانها تؤدى بشكل جماعي ،حيث نرى اعدادا كبيرة من الشباب والشيوخ يمتثلون لأوامر الله حل وعلى ،حيث الاستيقاظ للسحور ،والمشاركة في دعاءالافتتاح في اغلب الحسينيات والمساجد ،ونرى الشباب يتلون القرآن بأوقات متعددة ويتباهى البعض منهم بطاعته دون رياء ،ويسأل احدهم الآخر ( كم جزء من القران تلوت ) ويتسابقون بينهم في الطاعات ، وخصوصا تلاوة القرآن ، لان شهر رمضان هو ربيع القرآن بمعنى كثرة الذين يتلونه بأهتمام واستفادة (، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان).لأن القران نزل في شهر رمضان لذلك احياء لياليه بتلاوته شكرا للنعمة التي افاضها الله علينا نحن معاشر المسلمين! وعلينا ان نهجر اوقات اللهو التي اعتدناها في غير ايام هذا الشهر الفضيل على الاقل ، لنغادر لهو الكوفيات والالعاب التي تصدنا عن الذكر ، لنغتنم هذه الاوقات في العبادة ، الكثير منا في ذمته صلاة لم يؤديها عليه ان يبادر في قضاؤها بدلا من الغفلة واللهو ، لدينا ولدى اخواننا المسلمين حاجات كبيرة ينتظرون منا الدعاء لهم بقضاءها ! هناك مطلومون وجياع واسارى ومدينون ومرضى بحاجة لمن يذكرهم بالدعاء اضافة لمد يد العون لهم واتلو معي (اللهم أدخل على أهل القبور السرور، اللهم أغن كل فقير، اللهم أشبع كل جائع، اللهم اكس كل عريان، اللهم اقض دين كل مدين، اللهم فرج عن كل مكروب، اللهم رد كل غريب) كل هؤلاء بحاجة لان نتوسل الله لهم ، لان دعاء المؤمن لأخيه مستجاب ،ربما من ادعو لنفسي هناك ذنوب اقترفتها تحول دون الاجابة، لكنك اخي في الايمان عندما تدعو لي لايردك الله لأنك تدعو للغير (عن الباقر عليه السلام: أوشك دعوة وأسرع إجابة دعوة المؤمن لأخيه بظهر الغيب.) اذن الذكر والدعاء والسعي في قضاء حوائج المحتاجين والمرضى والمعوزين تكليفنا الشرعي والاخلاقي ، واكبر من كل ذلك هو ترويض النفس وتطهيرها من خلال الصوم الذي هو رياضة ربانية للنفس والروح (أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَى إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ اُدْعُنِي بِلِسَانٍ لَمْ تَعْصِنِي بِهِ فَقَالَ أَنَّى لِي بِذَلِكَ فَقَالَ اُدْعُنِي بِلِسَانِ غَيْرِكَ) لنغتنم هذه الليالي التي لاتعوض وخصوصا في ليالي القدر القادمة التي هي مفعمة بالمغفرة والخير (؛ قال تعالى: ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 5]؛ فهي ليلة خالية من الشر والأذى، وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبركة وينظر الله فيها للعباد بالرحمة لذلك هي ليلة سلام اي مؤمنة من وساوس الشيطان لمن اراد ان يتخذها سلما للقرب والفوز في الجنة ان شاء الله .