▪️محمد صادق الهاشمي
اقدمت القوات الامريكية على اغتيال الشهيد ابو باقر الساعدي القيادي في كتائب حزب الله في تمام الساعة العاشرة ليلا في العاصمة بغداد ،وقد تم استهدافه وهو في عجلته بواسطة طائرة مسيرة امريكية نوع (ام جي 9) ،وهي نفس المسيرة التي تم بها استهداف قادة النصر عام 2020 ،وقد تم اطلاق صاروخ (هالي فاير ) الخاصة بتلك الطائرة.
وهذا الحدث له أبعاد وليس مجرد عمل عسكري ؛ كونه يكشف عن مخطط تنفذه أمريكا كما أنها نفذت خلال هذا الشهر العديد من العمليات واغتالت وجرحت الكثير .
التحليل:
تضع أمريكا حزمة من الأهداف تسعى لتحقيقها من خلال تلك العمليات التي تستهدف قادة المقاومة .نعم امريكا من خلال استهداف ابو باقر الساعدي وقبله ابوتقوى وآخرين ؛ فمن المسلم أنها تسعى لتحقق الاهداف التالية:
الهدف الاول :
انها تريد ان تختبر ردة فعل الراي العام العراقي والخاص وتعرف ردة فعل المرجعية والحكومة والشعب والقيادات السياسية.
الهدف الثاني :
امريكا من الان حركت اعلامها الحقير بتحميل ايران المسوولية في ما يحصل في العراق على اعتبار الكتائب محسوبين على ايران حسب البيانات الامريكية المتكررة، ومن يراجع بيانات امريكا بعد احداث غزة يجد أنها توكد”ان العمليات العسكرية ضد قواعدها في العراق تنطلق من أوامر وفصائل تابعة لايران ” ؛ وبهذا حركت اعلامها ضد ايران لتلقي عليها باللائمة مستغلة ضعاف النفوس
الهدف الثالث :
ان الامن الاسرائيلي وما يجري في غزة مترابط مع الامن الامريكي فهذه الضربات الامريكية ضد المقرات والمجاهدين في العراق هي لاجل أمن اسرائيل؛ ومن هنا فان امريكا تنوي تدمير المقاومة التي تتكامل قوتها في المنطقة ؛ لانها تشكل تهديدا لاسرائيل وأن وجود هذه الفصائل عامل مؤثر يمنع اسرائيل من تنفيذ مخططها ضد غزة او ان الامر ابعد من هذا ستراتيجيا كون تنامي قوة المقاومة اضعاف لاسرائيل مطلقاً .
الهدف الرابع :
امريكا تريد ان تدفع بكل الفصائل الى الحياد وايقاف العمليات العسكرية والدخول في العمل السياسي بتفكيك بنيتها الأيديولوجية كما ورد في تقرير كروكر.
الهدف الخامس:
هذه الحرب الامريكية في ضرب القيادات والمقرات والمعسكرات العراقية انما هي نوع من الحرب على ايران ؛ لانهاء اذرعها العسكرية في سوريا والعراق وتفكيك قوتها في المنطقة كما تدعي أمريكا ولارجاع إيران إلى جغرافيتها
الهدف السادس :
امريكا تهدف من تلك الضربات إرسال رسالة الى الحكومة العراقية والشيعة في العراق بانها لم ولن تتوقف عن الرد العسكري مهما كانت ظروف العراق وانها مستمرة في تنفيذ مخططاتها اي انها لاتاخذ بنظر الاعتبار التفاهمات مع الحكومة العراقية ولا تهتم لمصالحها ولامنها ولا لاي شي بل المهم مصالح أمريكا وامنها .
الهدف السابع :
ان امريكا توكد من خلال هذه العمليات بانها لاتحترم المواثيق الدولية ولا الاتفاقيات بينها وبين حكومة السيد شياع السوداني ولا الاتفاقات السابقة وقد تواترت الاخبار بان الولايات المتحدة الامريكية رفضت الطلب العراقي بان( توقف امريكا العمليات)، سيما أن هذا العدوان السافر جاء عقب ادانة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لامريكا على عدوانها السابق الذي استهدفت فيه مقرات الحشد على الحدود العراقية السورية.
الهدف الثامن :
امريكا تريد القول انها لاتلتزم بالمقابل ببيان الاخ الحميداوي .
الهدف التاسع :
انها وجدت الفرصة المناسبة لإفشال المفاوضات مع العراق؛ لانها لاترغب في المفاوضات التي تنتهى بالزام امريكا بالخروج من العراق ،و تريد من خلال هذه الضربات ارباك الاوضاع الامنية في العراق كمقدمة لقطع الطريق على المفاوضات والحوار والسبب واضح وهو أن امريكا لاتضع في ستراتيجتها موضوع الخروج من العراق وربما تريد الخروج في وقت اخر، او انها تريد الخروج دون ان تلتزم للعراق باي شرط او تخرج وفق شروطها في تحديد الزمان والمكان والمقدمات والاليات وغير ذلك ممن يوفر لها الفرصة الكبيرة للسيطرة على العراق وبهذا فإنها تستثمر تلك الضربات لرفع سقوف المطالب .
الهدف التاسع :
ايضا ان المخطط الامريكي من هذه الضربات الهدف منه تفكيك اسس وبنية المقاومة والا لاكتفوا بالضربات الاولى.
الهدف العاشر :
ايضا من الاهداف الامريكية هو ارضاء الداخل الامريكي ورفع مستوى التاييد الشعبي لبايدن في الانتخابات الجارية الان حتى لايستغل ترامب حادثة “التنف” ضد بايدن فليس من الوارد ان يفوز بايدن وهو في انكسار كبير في غزة واليمن والعراق ؛ ومن هنا نجد التفسير الواقعي لهجوم الامريكان على العراق واليمن ،سيما ان الحكومة الامريكية في عهد بايدن تتجه الى طرح مشروع الدولتين الموسع فتجد امريكا ان المقدمة نحوه هو استعمال القوة العسكرية الامريكية المفرطة لتحقيق انتصارات وهمية ينطلق منها بايدن لاستعادة ماء وجهه ليصار الى الطرح السياسي لحفظ اسرائيل من الانهيار وايجاد فسحة لامريكا العالقة في الشرق الاوسط .
الهدف الحادي عشر :
من خلال هذه الضربات فان امريكا ترسل الى الحكومة العراقية رسالة واضحة مفادها بان امريكا لاتطمئن لضمانات الحكومة العراقية ، تحت مبرر الحكومة العراقية غير قادرة على منع الاستهداف للقواعد الأمريكية لاحقا بينما الاصح ان امريكا تعلم ان اي حكومة عراقية لايمكن أن تعطي ضمانات لامريكا كونها ترفع دوما من سقوف مطالبها المخالفة للواقع والصادمة وبعض الاحيان تعجيزية .
الهدف الثاني عشر :
ان دقة الضربات ونوعية السلاح والتوقيت والزمان التي تسخدمها امريكا في تلك العمليات كلها موشرات ورسائل تريد امريكا من خلالها ان تقول للمقاومة انها تمتلك قاعدة من المعلومات ايا كانت من خلال التجسس الالكتروني او البشري تمكنهم هذه المعلومات من الوصول الى اي هدف يريدون ، وهو نوع من بث الرعب في مشاعر المقاومة وارباك مخططاتها وأهدافها وأدواتها .
الهدف الثالث عشر:
ان امريكا لمن يدقق في مخططاتها يجد بانها لاتنوي مطلقا الخروج من العراق؛ وبهذا هي تريد اقناع الراي العام العراقي قهرا بحتمية البقاء، وانها بهذا تجبر العراقيين حكومة وشعبا على خيار التطبيع معها مجبرين حينما تجعلهم بين خياري الموت أو التسليم لبقائها فتلك الضربات هي نوع من تهئية مناخ عراقي لاطالة عمر الاحتلال وقبول الواقع أو القبول بحلول امريكية .
الهدف الرابع عشر :
ايضا امريكا تخطط وتهدف الى استعادة هيبتها ومكانتها وقوتها المنهارة في الداخل الامريكي وامام الحلفاء والشرق الاوسط وامام روسا والصين .
الهدف الخامس عشر :
الهدف المهم والفعلي ان امريكا تدرك اهمية تلك العمليات في خلق تجاذبات وخلافات بين الاوساط العراقية كمجتمع وحكومة وقوة سياسية ونخب ومثقفين ، وايضا تعمل على خلق اجواء تنحو باللائمة على ايران علما أن تلك العمليات وضعت الحكومة والاطار والحشد في موقف محير .
الهدف السادس عشر :
من الموكد ان امريكا لا تستهدف فقط وفقط الفصائل بل انها تمارس دورا عسكريا ضد الحشد الشعبي وباقي الفصائل بل وعموم الشعب وقواه السياسية والحوزوبة .
الهدف السابع عشر:
امريكا تستعرض عضلاتها بقوة في تلك العمليات لأنها تريد إرسال رسالة مفادها تفوق قوتها على الردع لأنها تقول بلسان حالها ” ان سمائكم بيدي وسلاح الجو لديكم تحت الصفر وتحت رحمتي واقتصادكم رهن اشارتي وان المعلومات الاستخبارية اللازمة للعمل العسكري الامريكي متوفرة لدي والارض تحت سيطرتي وبحكم هذه السيطرة الرهيبة ان العراق تحت قبضتي” .
الهدف الثامن عشر:
من الموكد ان هذه العمليات ترضي العملاء في العراق من بعض المكونات الكردية والسكنية التي ترغب في بقاء القوات الامريكية والبعثيين وتوجد فرصة كبيرة للسيطرة على الداخل العراقي وعلى شرق سوريا وغرب العراق وتمهد للاقلمة ولاخراج الحشد من المدن السنية؛ وبهذا أيضا تقطع الخط الواصل بين جغرافية المقاومة ووحدة الميادين الممتدة من إيران والعراق إلى سوريا ولبنان وتلك التجزئة الجغرافية وتقطيع خطوط الإمداد تمهد لمشاريع لاحقة .