سعيد البدري||
لم تكن اطلالة الحاج هادي العامري رئيس تحالف نبني والامين العام لمنظمة بدر في مرقد شهيد المحراب في النجف الاشرف عادية البتة ،فقد كان حضوره اضافة لتأكيد النهج وتجديد عهد الوفاء مع قائد بدر والزعامة التي قادت هذا التشكيل الجهادي و الذي كان رأس هرم المقاومة و صاحب ارث جهادي كبير ،فالشهيد اية الله السيد محمد باقر الحكيم قدس سره غني عن التعريف ولا يمكن مصادرة تأريخه وعلاقته ببدر كأب روحي للبدريين ، فضلا عن ان للرسائل التي تطلق من النجف الاشرف لها وقع خاص ودلالات تتعدى التوقيت والزمان لان خصوصية المكان اكثر جاذبية وروحانية ومن هناك وفي جوار الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام ،ومنه لمرقد صاحب الذكرى شهيد المحراب قدس سره، فروضة الشهيد القائد ابو مهدي المهندس رضوان الله عليه ،انتهاءا بروضة شهداء بدر الاكارم ،فأي رسائل ابلغ مما شاهدنا وتابعنا مع كل تلك الاضرحة والمشاهد وما مثلت من جهاد ومقاومة.
العامري لخص في ختام كلمته التأبينية في مرقد شهيد المحراب ، مقدما بضرورة انهاء وجود قوات التحالف الدولي في العراق على المطالب الاخرى “ولذلك دلالاته الهامة” لان اميركا التي تتزعم هذا التحالف مثلت طيلة الفترة التي تلت اسقاط نظام البعث في العراق قوة احتلال بغيضة ،وخروجها في ظل التداعيات الخطيرة التي احدثتها بدعمها الصريح للكيان الصهيوني، واستهدافها مواقع رسمية عراقية يشير لضرورة خروجها ،لان مغادرتها مع تشهده المنطقة من توترات ،سيكون حلا وضرورة لحفظ استقرار المنطقة والعراق ،وواجب الحكومة العمل على فتح حوار جاد وباسرع وقت ممكن ،لتلافي سيناريوهات اخرى لا يحبذها الجميع .
مناشدة زعيم تحالف نبني لقادة وزعماء البلدان العربية والاسلامية وكل احرار العالم بوقف العدوان ،وحرب الابادة الصهيونية على الشعب الفلسطيني لم تكن مناشدة عاطفية ،بل هي صرخة ضمير ووجدان انحازت للحق والعدل ،وفيها رفض لنهج الباطل والعدوان على شعب اعزل يطالب بحقه وارضه ،ولجوئه للمقاومة ليس الا دفاعا عن وجود قبالة عدو غاصب مستبد متغطرس مجرم ،مدعوم من قبل قوى الشر والظلام ،فوقف العدوان واستعادة شعبنا الفلسطيني لحقوقه أمر اختاره هذا الشعب، والعدوان عليه تحت اي مسمى كان، مدان ولايمكن قبوله والتماهي معه .
ولان الجبهات متعددة والعدو واحد فأن يد العدوان الاثمة ،ووجوه مرتكبيه القبيحة واحدة، وارادتها الشريرة واحدة ايضا ،فاميركا وبريطانيا والصهاينة ومن معهم ينبغي ان يتوقفوا عن عدوانهم على اليمن واهلها ،لانرشعب اليمن العربي المسلم الغيور لم يعتدي على احد ،بل قام بواجب النصرة ،ومن يريد للسلام ان يحل ويمضي ،فعليه ان يوقف عدوانه على غزة واهلها ،وهذا ما طالب به العامري واكده صريحا بلا مجاملات .
في الشأن المحلي العراقي ،كانت لدى رئيس تحالف نبني وصيتين بمطلبين ،اولهما ضرورة حسم انتخاب رئيس لمجلس النواب بعيدا عن المصالح الفئوية ،عبر تغليب مصلحة الوطن ،ولأن للموقع استحقاقاته فينبغي الاتفاق وتجاوز ما جرى خلال الجلسة الماضية وطي تلك الصفحة وتجاوزها ،فحالة الخلاف لن تلغي استحقاق المكون الاجتماعي السني للمنصب، كجزء من مشاركتهم في صناعة القرار السياسي في البلاد مع مراعاة الثوابت ،ووفق ما تمليه المصلحة الوطنية ، اما المطلب الثاني فيتمثل بالاسراع في تشكيل الحكومات المحلية والالتفات لحاجات المواطنين في المحافظات، فهم اصحاب حق وخدمتهم واجب لا يمكن نكرانه والتعالي عليه ،في تشخيص واضح لطبيعة هذه المجالس ووظيفتها الخدمية والرقابية المتصلة بتقديم خدمات افضل لهم، وهو مسك ختام الكلمة التي ينبغي اعتبارها وصايا محقة تلخص موقف شيخ المجاهدين وحرصه المعهود على ابناء شعبه و أمته في هذه المرحلة الحساسة ،التي تمر بها المنطقة وما تشهد من تقلبات وتجاذبات ..