الشيخ فيصل الكاظمي ||
يتفاجأ المستشرقون وغيرهم وهم يدرسون القران الكريم بمدى الاهتمام والتقدير البالغين للسيدة مريم وابنها عيسى (ع) :
* سورة قرآنية كريمة كاملة تحمل اسم مريم (ع) .
* مريم (ع) المرأة الوحيدة في القرآن الكريم التي ذكرت بإسمها الصريح .
* جاء ذكر مريم في القران (35) مرة ، وعيسى (25) مرة ، ولم يذكر رسول الله محمد (ص) باسمه الشريف الا (5) مرات فقط !!!
وتتجه أنظار العالم في اليوم الخامس والعشرين من شهر كانون الأول من كل عام ، إلى مدينة بيت لحم بفلسطين والاحتفاء بولادة السيد المسيح عيسى بن مريم (ع) بكنيسة المهد التاريخية .
ولكن ثمة رأي آخر يقول بأن تلك الولادة لم تكن هنا بل انها كانت هناك بالعراق وبأرض ستعرف بعد قرون بمدينة بغداد .
وأصحاب هذا الرأي يوردون بعض الأدلة على ذلك منها :
١ – الآية القرآنية الكريمة : { فحملته فانتبذت به مكانا قصيا} (سورة مريم : ٢٢) .
٢ – الآية القرآنية التي وثقت أيضا مكان الولادة : { واذكر في الكتاب مريم إذ اتخذت من أهلها مكانا شرقيا } (مريم : ١٦) .
٣ – النخلة والرطب الجني في آية مباركة ثالثة : { وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا } (مريم : ٢٥) .
حيث أن المكان القصي (وهو البعيد) وباتجاه شرق فلسطين وفيه نخيل ورطب جني ، انما تكون بالعراق حصرا .
٤ – ويؤكد هذا الرأي ما ورد في سيرة مولانا أمير المؤمنين (ع) عند منصرفه من واقعة النهروان ومعه الإمامان الحسنان (ع) وخيرة أصحابه ومروره بما سيعرف بمسجد براثا لاحقا عام ٣٧ هج ، ووقوفه (ع) على كنيسة قديمة ودير فيه راهب هناك وقوله بأن هنا ولادة مريم بعيسى (ع) ، ويقع المكان حاليا بالعطيفية من كرخ بغداد ( المناقب لابن شهراشوب ، ١/ ٤٢٣- ٤٢٤) وربما مصادر أخرى .
٤ – وأضاف آخرون رأيا مناخيا إضافة إلى الرأي الجغرافي حول ولادة السيد المسيح (ع) يقول : إن الولادة كانت صيفا في موسم نضج التمور وليس في الشتاء القارص ، وربما يؤيد هذا الرأي ماورد في النصوص المقدسة عند المسيحيين أن ثمة راع للأغنام كان هناك ، وهو مايناسب أجواء الصيف أكثر من الشتاء .
آراء وتأملات أحببت أن أشارك بها في نهاية سنة ميلادية وبداية سنة أخرى ، مع الدعاء بأن تكون أفضل من سابقتها ، وأن يمن الله تعالى على العالم بالأمن والأمان ودفع البلاء والاقتصاص من الظالمين والمعتدين ونصر المظلومين .
( الصورة في مسجد براثا التاريخي ببغداد ) .