غيث العبيدي ||
الرواية المفضلة والتي دائما مايرددها اليهود فرادا وجماعات، وفي كل المناسبات، في البيوت والشوارع والحانات، هي أن إسرائيل هزمت ستة جيوش عربية مجتمعة، والتي أصبحت فيما بعد المنطلق ل..
1. استشعار اليهود بوهم القوة.
2. صنعت تقاعس مستدام لدى العرب.
3. تبناها الصهاينة كفكرة جوهرية للاحتماء.
4. كرست إعلاميا على ان كل اشكال المنازلات العسكرية ضد جيش الاحتلال، تعني هلاك حتمي وانتحار مؤكد.
عملية طوفان الأقصى ضربت كل تلك المنطلقات والمعتقدات عرض الحائط، وأثبتت أن التفوق النوعي العسكري الصهيوني نتاج خاطئ لأوهام عششت في عقول وافكار الانظمة السياسية، والماكنات العسكرية، والمجتمعات العربية، طوال فترات الصراعات العربية _الإسرائيلية.
اعتمدت المقاومة الفلسطينية قبل الشروع بالعملية على حسابات دقيقة جدا أهمها..
اولا. العقيدة العسكرية التي يتبناها جيش الاحتلال الحالي تختلف اختلاف كبير عن العقائد المتبناة من جيش الاحتلال في 1967 تحديدا تلك التي تخص الوجود والمصير.
ثانيا. تطورت المقاومة الفلسطينية على مستوى التسليح والتدريب والتكتيك، بعد أن انتقلت من الحضن السني، الداعم بالحجارة، للحضن الشيعي، الداعم بالصواريخ،لتصبح قادرة على الردع والمباغتة.
ثالثا. ادراك المقاومة بما تملك من قوة وعزم ورادة، على أنها قادرة على أن تغيير معادلات الردع لصالحها، وفقا لما تملكة من معلومات استخبارية مهمة، فيما يخص الجبهة الداخلية للكيان، وانقسامته السياسية، والاستقطابات الكبيرة بين المتدينين والعلمانيين.
رابعا. في الحسابات العسكرية، لا الطائرات ولا الصواريخ، ولا الطرف الذي قتل أكثر، يمكن أن يكون منتصرا، بل من يتوغل في العمق ويباغت ويربك حسابات العدوا، هو الطرف المنتصر لذلك كانت من أهم أولويات المقاومة إحراز النصر وكشف وهم القوة الصهيونية.
واخيرا فإن طوفان الأقصى ورغم كل مارافقها من هستيريا العنف الإسرائيلي، بالطائرات والصواريخ، ذهب ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء، للاطفال والنساء منهم حصة الأسد، أكدت حقيقة واحدة لايمكن لامريكا والصهاينة تغييرها على مدى عقود قادمة، وهي أن المقاومة الإسلامية، مرغت أنوف الصهاينة والامريكان بالوحل، ليتحولوا من قوى عظمى لقوى مهانة.
وبكيف الله.