أم الربيعين افراحها مآتمها

الكاتب || زمزم العمران

قال النبي الاعظم (صل الله عليه وآله وسلم) “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”

هذه الفاجعة ، لم تكن الأولى التي آلمت بأم الربيعيين ، فقد توالت عليها النكبات منذ سقوط النظام البائد ، حيث سيطرت عليها التنظيمات التكفيرية ، مثل تنظيم القاعدة وغيره ، ثم الحقها داعش الذي هجر أهلها ، وفجر مساجدها وكنائسها ، وقتل شبابها ، واغتصب نسائها ، وبِيعت نسائها سبايا في أسواق النخاسة .

فقد استمرت عليهم النوائب ، بعد هزيمة داعش ، عُرس الحمدانية ، ليس اولها ويمكن الا يكون آخرها ، فقد يكون لداعش وجه آخر ، ليس بنفس الأيديولوجية الدينية المتطرفة ، انما أيديولوجية دنيوية ، تنمُ عن حب الدنيا والمال ، ولو كان على حساب أرواح البشر ، فأن الجشع احد هذه الجنود المتطرفة ، والتي سببت ازهاق أرواح وممتلكات الناس ، في أكثر من موطن كبناء المخازن او أماكن عمل ، بمواد غير متوفر فيها شروط السلامة المهنية ، وقابلة للاحتراق ، وذلك لدواعي الإستفادة والربح الأكثر على حساب حياة الناس.

كل هذه الحوادث تبحث عن من هو المسؤول ؟ وبالأخص حادثة الحمدانية ، فأذا كانت الأرض تابعة لبلدية المدينة ، ومبنية بأموال منحتها الأمم المتحدة ، نحن نبحث عن من هو المسؤول ، عن هذه الفجائع ؟ وليس أن ينتهي تقرير اللجان التحقيقية بغلق القضية وان سبب الحادث هو تماس كهربائي اوبسبب استخدام الألعاب النارية ، ويسدل الستار ، ويبقى انين الثكالى وبكاء الأرامل يبحث عن من هو الجاني ؟

تقصير الجهات الحكومية والوزارات المعنية ؛ في منح إجازات غير مطابقة للمواصفات ، وذلك بسبب انتشار فيروس الفساد ، وتلقي الرشى في أغلب تلك المفاصل ، ممايسبب حوادث ليست مقتصرة على الحرائق فقط ، بل في المطاعم الغير مجازة ، والتي لاتخضع للرقابة الصحية ، وكذلك إنتشار مراكز التجميل ، التي يعمل بها الغير مختصون في هذا المجال وغير اهل لها ، والذين تسببوا في حالات وفاة كشف عنها الإعلام في حينها.

ولايمكن اغفال دور المواطن والذي هو العنصر الأهم الذي يجب أن يتوفر ، فالبعض يستخدم إطلاق العيارات النارية العشوائية في المناسبات في المناطق المفتوحة ، وبالتالي يسقط على المواطنين ويسفر عن مقتلهم او جرحهم ، أو في قاعات الاعراس المغلقة يقومون بإستخدام الألعاب النارية ، التي تسببت في فاجعة قلبت الأفراح إلى مآتم ، يجب التعبير عن الفرح بطرق جميلة ، وليست بهذه الطرق المذكورة آنفاً ، وعلى مجلس القضاء الأعلى ان يقوم بمحاسبة ومحاكمة المتسببين بهذه الحوادث ممن هم مسؤولون بشكل مباشر او غير مباشر ، فدور وزارة الداخلية وبالخصوص مديرية الدفاع المدني ، ليس حصر دورها في التبليغ والتوجيه بأجراءات السلامة ، بل عليها إيجاد فرق تفتيشية من العناصر الكفؤة والنزيهة ، التي تكون حريصة على أرواح الناس وليس همها اخذ الرشى للتمتع بمباهج الحياة على حساب أرواح المواطنين .

هل ستنتهي هذه الحوادث ومثيلاتها ونطوي صفحاتها في العراق إلى الأبد ، بعد ان يُدرك المواطن والحكومة ، ضرورة العمل وفق السياقات الصحيحة من الجانبين ؟

 

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

article@ghadeertv.netal

شاهد أيضاً

هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية تصدر تقريرها الأولي عن حادثة تحطم مروحية رئيسي

أصدرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية تقريرا أوليا عن حادث تحطم مروحية الرئيس الراحل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *