البارزاني والفخ الثالث.. شخص يسهل خداعه

الكاتب || علي عنبر السعدي

حتى سنوات خلت ، كان البارزاني يعتقد ان الفرصة باتت مناسبة لاستعادة بعض ما فقده بفشلين متتالين، تمثلا بالاستفتاء على الانفصال ، واسترداد الحكومة الاتحادية لكركوك والمناطق المتنازع عليها , لذا حاول ان يلعب بموضوع رئاسة الجمهورية بأن رشح مدير ديوانه لهذا المنصب في محاولة للإيحاء بأن رئاسة العراق ستكون بيده ويكفيها مدير مكتبه اضافة الى كون المرشح شيعياً .
ما ساهم بإيقاع البارزاني في الفخ الثالث، تلك الزيارات الني قامت بها الكتل الكبرى الى مقرّه ، فاعتقد من خلالها انه مازال مركز الثقل في تحديد رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة المقبلة – بل والعملية السياسية برمتها كما السنوات الماضية – .
لكن الفخ كان يعد بعناية من دون ان ينتبه الى ان هزيمة أخرى تنتظره ، وبلعبة تبدو انها أعدتْ بعناية شتت انتباهه الى ما يجري .
لقد اكتمل الفخ بالمناورات التي اتخذتها الكتل السياسية الكبيرة ، حين أوحت بأنها استجابت لطلبه بحسم رئاسة الجمهورية بعد انتخابات الإقليم, وان لمرشحه حظوظاً قوية في الفوز.
لكنه لم يدرك اللعبة ، ولو فعل ذلك لتوقع بأن مرشحه لن يفوز ، وان القوى السياسية الاخرى تدرك جيداً ما الذي يريده البارزاني ، وان ما تم استدراجه إليه ، كان جزءا من متطلبات الفخ الذي وقع فيه ، ليسجل على نفسه فشلاً جديداً ، يضاف الى فشل الاستفتاء ، وفشل قدرته في الاحتفاظ بكركوك والمناطق المتنازع عليها.
وهكذا دخل البارزاني في مأزق جديد ، بات واضحاً من سلوكياته الأخيرة نحو كركوك التي فشل فيها هي الأخرى ،والأرجح ان استدرج من خلال الايحاء له بأن كركوك يمكن أن تعاد إليه ،فكانت النتيجة قتلى ومعتقلين من حزبه .
فما هي الخيارات التي بقيت للبارزاني للحد ومن سلسلة خساراته ، وهل بقي لديه الكثير من الاوراق ؟ .
(*) تلك نتيجة توصلتُ إليها منذ سنوات ، في كتاباتي عن البارزاني وسلوكياته السياسية ، واليوم كان هناك مصداق جديد .

 

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

Check Also

العراق : رفع حظر التجوال داخل المحافظات وتمديد ساعات عمليات التعداد السكاني

أعلن في العراق عن رفع حظر التجوال الخاص بإجراء عملية التعداد داخل المحافظات فقط والإبقاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *