إنتصار الماهود ||
وأنا أقرأ سورة يوسف كل مرة في القرآن الكريم، أعيد وأكرر تلك الآيات التي تحكي لنا غدر إخوة يوسف وظلمهم إياه، كيف لمن يحملون دمك و إسمك أن يغدروك؟ كيف يمكن لإخوتك أن يرموك في غياهب بئر ويتركوك لمصير مجهول؟ أ هذه هي المودة في القربى وصلة الدم؟؟.
هم لم يكونوا أناسا عاديين بل كانوا أولاد نبي الله يعقوب ومن سلالة أنبياء، أيعقل أن يتصرف من هم من نسل الأنبياء هكذا؟
ظلم وجور لذوي القربى ولمن؟؟ لأخيهم وعزيز أبيهم!!.
كيف إستطاع الشيطان إشعال نيران الحقد التي لم تنطفيء في قلوبهم إلاّ بعد ان تخلوا عنه في بئر مهجور، وتركوه يباع بثمن بخس دراهم معدودة، أهكذا تقيمون ذوي القربى في شريعتكم يا بني إسرائيل؟ إنكم أحد عشر أخا لم تنصفوا إبن أبيكم وآذيتموه أي أذى!
أين أنتم من العباس عليه السلام؟ أنتم إخوة يوسف لأبيه والعباس عليه السلام كان أخا للحسين عليه السلام من أبيه أيضا.
أنتم أحد عشر أخا ونكلّتم بيوسف والعباس هو إخوته برزوا للدفاع عن إبن أبيهم الحسين عليه السلام وقدموا أرواحهم فداء له.
لن نتكلم عن جميع أولاد أم البنين عليها السلام، لنتكلم ونقارن بين العباس عليه السلام معكم، كفته بكفتكم أنتم الأحد عشر مجتمعين لنرى كفة من ستغلب؟
العباس هو اكبر أولاد الإمام علي عليه السلام من زوجته أم البنين، هو قائد الجيش الإلهي والمدافع عن الدين كافل الحوراء وحامل اللواء أشجع من عرفته العرب بعد أبيه علي ع.
وكأنني الآن في كربلاء اقف بين المعسكرين، معسكر الحسين عليه السلام ومعسكر يزيد لعنه الله، أرى الشجاعة في معسكر الحسين والثبات والقوة والإيمان رغم قلة العدد والناصر، فهم رجال حملوا القلوب فوق الدروع مستعدين للموت في سبيل الله ونصرة إبن بنت نبيهم، ومعسكر يزيد لعنه الله رغم كثرة عددهم إلآ أنهم لا يحملون سوى عقول جوفاء فارغة لا تحمل أي عقيدة، هم مجاميع إنحرفت عن الطريق القويم وسلكوا طريق الشيطان.
أنا الآن أقف في المنتصف أشاهد الحق ضد الباطل وهو يخوض حربا شرسة سيخلدها التأريخ، وستكون درسا بليغا في الوفاء، أنا هنا أسلط الضوء على شخصية واحدة فقط ليس إنتقاصا وتقصيرا بأبطال كربلاء لا سامح الله، بل إنني أقارن هنا بين حدثين مهمين وقصتين لنا فيهما عبرة ودرسا مهما، أحداهما ذكرت في القرآن الكريم عن إخوة يوسف وما فعلوه، والأخرى تم ذكرها في كتب التأريخ عن أعظم منازلة كان أحد أبطالها العباس عليه السلام وهو الأخ غير الشقيق للإمام الحسين عليه السلام وموقفه الثابت من نصرة أخيه .
أحد عشر في كفة خذلوا أخيهم مقابل واحد فقط في كفة أخرى كان يعادل جيشا كاملا ولم يخذل أخيه حتى أخر نفس له، من عاملوا أخيهم بغل وحقد وحسد، ومن عامل أخيه بمحبة وصدق وكان له خير السند والعون.
أين ذكر إخوة يوسف ع فيما بعد وأين ذكر العباس عليه السلام؟ من منهم خلده التأريخ وترك الأثر العظيم في نفوس الأجيال ؟ الأحد عشر اخا أم الأخ الواحد؟؟ من تركوا أخاهم وحيدا أم من وقف في قلب معسكر الأعداء يقاتل بشراسة وقوة حتى لم يبق في جسده موقع لم تنله ضربة سيف أو رمح أو رمية سهم؟
من ودعوا أخاهم بجبن ونسوه وكأنه لم يكن ام من قال وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة عليك مني السلام اخي أبا عبدالله؟؟
لقد جاد العباس بالنفس وهي أقصى درجات الجود والتضحية والكرم والشجاعة، في سبيل نصرة دين الله ونصرة أخيه، لقد ترك أبا الفضل ع الأثر العظيم لمن ساروا على نهجه في الشجاعة والبسالة، ولنا فيمن دافعوا عن العقيلة زينب عليها السلام أسوة حسنة أقسموا أن زينب عليها السلام لن تسبى مرتين، أقسموا على حماية أميرة الشام والذود عن مرقدها حتى آخر نفس لهم، الشجاعة والثبات هذه هي إحدى تلك الدروس التي تعلمها أبناء علي عليه السلام من كافل الحوراء ع، هي دروس متجددة من عاشوراء ومن معركة الطف الخالدة، ونحن هنا نسلط الضوء على حدث معين ونحلله ونقارنه ونقدمه لكم لتروا أن الطف معركة أبدية متجددة بين الخير والشر مستمرة رغم إنقضاء وقتها، إلا أن تأثيرها سرمدي مستمر حتى ظهور إمام زماننا وقائدنا عجل الله فرجه الشريف.
الخوة مو بالعدد الخوة رفعة راس
يوسف اخوته اهدعش وحسين بس عباس.