حيدر الموسوي
من ظلم المكون السني هم قيادته وذلك باستمرار ادامة فكر وسلوك البعث في داخل البيئة الاجتماعية السنية وعلى الرغم من محاولات الحزب الاسلامي ما بعد التغيير لتغيير هذا التوجه والذهاب بهم نحو الاسلام السياسي الاخواني غير ان هذه الامور فشلت فيما بعد جراء دخول التنظيمات المتطرفة والتي تؤمن بتكفير الاخر والحكم عليه بالتعزير والذبح.
هذه الصورة هي التي صارت جزء من هوية المكون في السنوات السابقة بيد ان بعض القيادات كانت لا تؤمن بفكرة الدولة الجديدة التي هرم السلطة فيها من الشيعة لتمسكها بفكرة ادارة الحكم تاريخيا يجب ان تؤول الى السنة كونهم الاغلبية في العالم الاسلام قياسا بالأقلية الشيعية.
ما اسهم في ترسيخ هذه الفكرة ايضا هو الدعم الاقليمي خاصة من دول المنطقة وانظمتها التي استمرت لأعوام بتغذية التطرف ودعمه ماديا لحين تغير المعادلة بعد احداث داعش وتدخل المجتمع الدولي في هذه التفصيلة المعقدة غير ان واقع الحال يتحدث من ان الاغلبية العددية الموجودة داخل العراق هم الشيعة ومن الطبيعي ان تكون ادارة الحكم هي لشخص من المكون الشيعي.
منذ عام ٢٠١٨ والى الان وتحديدا بعد تحرير المحافظات ذات الاغلبية السنية طرأ هناك تغيير على المشهد السياسي السني وهو تقديم شخصية اهم شرط فيها انها بعيدة عن الاسلام السياسي السني ومن الجيل الثالث وهو الحلبوسي والذي حظي بدعم الشيعة سياسيا وحتى اجتماعيا جراء خطاباته للوهلة الاولى التي كانت تتسم بميزة الحديث عن الفضاء الوطني واقصاء المتطرفين والراديكاليين من المشهد السني والذي اتعس هذا الامر القوى السياسية الشيعية التي وجدت ضالتها اخيرا في التعاطي مع وجود سياسي سني بعيد عن الحركات الاصولية الاسلامية.
غير ان هذا البديل بعد سنوات كشر عن سقف الطموح لديه والذي كان اعلى بكثير مما يفكر وهو التمدد على مساحات ابعد من المكون السني منها محاولة زج حركات شبابية شيعية ودعمها داخل جغرافية الوسط والجنوب تحت عنوان المدنية مستغلا الظروف والاضطرابات التي عاشتها جغرافية الجنوب والوسط سيما فترة تشرين و التي رافقتها وهن وضعف اهم منصب لدى الشيعة وهو رئيس الوزراء آبان حكومتي عبد المهدي والكاظم.
استمر هذا المشروع في محاولات اضفاء عليه سمة اخرى لكسب المزيد من الولاء الاجتماعي السني وهو احياء فكرة البعث بصيغة اخرى تمثلت في اداء قيادات الحزب الجديد صاحب المقاعد الاكثر في البرلمان حزب تقدم وبدت عملية ضرب الخصوم والاستيلاء على معظم المناصب وتكريس ثقافة جديدة من ان عاصمة السنة في العراق هي الانبار وجعل العلوية والاولوية لها على ان تكون المحافظات السنية الاخرى مجرد تابعة لها كونها خارج نفوذ الحزب في البدايات وضبابية مجتمعاتها في منح الولاء لمن من القيادات السنية على غرار تجربة تكريت في السابق.
قاعدة حكم السنة تكون سهلة في العادة اعتمادا على نظرية طاعة ولي الامر حتى وان كان دكتاتور او ظالم وبالتالي المعارضة الاجتماعية ستكون في خبر كان واشبه بالسمك حينما يخرج من الماء يموت مباشرة.
استشعر الحرس القديم خطورة اختزال المكون بشخصية وحزب واحد فراح يجمع شتاته من جديد حتى وصل الى مراحل متقدمة في العودة الى المشهد السياسي من خلال تحالف الحسم الذي اصبح تجمع كبير اشبه بقوى الاطار من اجل ازاحة شبح الحليوسي وحزبه تدريجيا من الواجهة السياسية للساحة السنية وهذا الامر رحبت به الاغلبية فيمن قوى الاطار الا انها لا تتدخل بشكل مباشر.
بقي هناك ايضا طرف سياسي مهم وهو الخنجر الذي بات لديه مشروع مختلف عن الطرفين ويهدف هذا المشروع على اعادة تقوية المكون السني لكن عبر مجموعة تشريعات منها قانون العفو العام واعادة النازحين مرتكزا بهذه الامور على لعب دور دبلوماسي سلس مع هرم الحكومة الجديد كقوة سياسية مهمة داخل ائتلاف ادارة الدولة
اما كتلة عزم بزعامة السامرائي يقتصر نشاطها داخل صلاح اي تمثيل مناطقي وليس هناك تمثيل سياسي قوي في المحافظات السنية الاخرى خاصة الانبار التي تعيش صراع عال المستوى خاصة قبيل انتخابات مجالس المحافظات المرتقبة والرهان عليها هو رهان وجودي
الجمهور السني يعيش حالة الشتات بين اغلبية صامتة ومستفيدين من الجمهور الحزبي المرتبط بزعامات سنية غير ان الاغلبية تان من واقع اقتصادي وظروف قاهرة وطبقية واضحة جدا فضلا من استخدام الورقة الابرز والاهم لاسكات السنة بشكل عام عن سرقات وفشل ممثليهم هو ورقة لا وجود بديل اخر كون الازاحة لتقدم يعني تسليم المكون السني بيد الشيعة وهذا يعني جعلهم مواطنين درجة ثانية لذا القبول امر واقع وليس هناك خيارات اخرى.