قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله “يجب عدم الاستهانة بالحرب النفسية والإعلامية التي تشن على المقاومين والمظلومين في كل مكان من هذا العالم”، وتابع “ليس كل الحرب هي حرب عسكرية ونفس هذا الامر جرى مع الامام الحسين(ع) الذي اتهم انه خرج على الإمام الشرعي والبعض قال إنه خرج من اجل المال والجاه والسلطة والبعض قال انها مشكلة عشائرية والبعض قال إن القصة شخصية”، وأضاف ” الحرب الإعلامية والنفسية قائمة ولها الكثير من الشواهد”.
وأكد السيد نصر الله في كلمة له خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه حزب الله مساء الأربعاء “يجب الاستفادة من القدرات المتاحة في الجانب الإعلامي والتبليغي”، واضاف “في مواجهة الحرب النفسية القائمة على الكذب والافتراء والتشويه وتحريف الوقائع، القرآن الكريم وضع قاعدة تحصين بأن لا تؤثر فينا هذه الحرب وان لا تدفعنا الى الشك والضياع واليأس (يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا….) ليس كل خبر يجب تبنيه بل يجب التبين والتأكد قبل التداول ونشر أي خبر”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “مواجهتنا الاعلامية(سواء دفاعا وهجوما) تقوم على قواعد منها، بيان الموقف للناس بشكل واضح وان يكون لدينا المنطق والحجة والاستدلال لنقدمه للناس كي يصبح لهم القدرة على التحليل واتخاذ الموقف وليس المطلوب منهم السير بدون وعي كي تتكامل المسيرة، الاستناد الى الحق والصدق في نقل الوقائع، لا نفتري على أحد ولا نتهم احدا بلا دليل، وان لا نكون شتامين ولا سبابين”.
وقال السيد نصر الله “المعركة الاعلامية مسؤولية الجميع ويشارك فيها الجميع، اليوم الأخطر والاهم شبكات التواصل الاجتماعي وهذا يتيح للجميع ان يكونوا جزءا من الجبهة الاعلامية دفاعا وهجوما “، وتابع “شبكات التواصل الاجتماعي هي تهديد وفرصة في نفس الوقت، يجب ان لا نقع بالتهديد وان نحوّل التهديد الى فرصة وان نستفيد منها وان لا نضيعها”، واوضح “هناك أصوات كثيرة جدا في الولايات المتحدة لوضع ضوابط لمواقع التواصل الاجتماعي لانها تساهم بانتشار الكراهية والعنف والجريمة”.
واضاف السيد نصر الله “نحن اليوم في لبنان لدينا معركة حساسة جدا وطويلة، لذلك بيئة المقاومة وجمهورها يجب ان يكونوا واعين وعلى بصيرة وعلى مستوى من المسؤولية لان الموضوع في المسائل العامة ليس بيد قيادة المقاومة وانما هو مفتوح للجميع لان هناك من يتناول الامر على شبكات التواصل الاجتماعي”، وتابع “نحن لا ندعي القدرة بضبط وسائل التوصل الاجتماعي ولا يمكن تحميل المسؤولية لاي قيادة سياسية عن مواقف من المحتمل ان جمهورها اتخذها على وسائل التواصل”، واضاف “الامر يسبقنا ولذلك فالجميع مسؤول وعليه الانتباه وعدم التفاعل وكتابة ما يريد على مواقع التواصل لانه سينعكس على البيئة والواقع”، وشدد على انه “عندما تحدث الاحداث انا اطلب من جمهورنا انتظار التوجيه من قيادة حزب الله او العلماء لان المصلحة قد تكون السكوت وعدم الرد”.
وقال السيد نصر الله “عندما نرد لا يجب ان نذهب الى التجريح الشخصي وإنما بالامكان الرد على الموقف”، وتابع “عندما يكون هناك أي نقاش سياسي لا مشكلة بالنسبة إلينا بالمناقشة، وأي شخص(سواء كان سيد او شيخ او مفتي او بطرك او شيخ عقل..) يتحدث بالسياسة من حق الناس ان تعلق على موقفه بالسياسة او تنتقده او تواقفه او تخالفه ولا يحق لاحد ان يهينه او يسبه او ينال من شخصيته”، وأضاف “لا يحق لهم فعل ذلك معنا ولا يحق لنا ذلك، وإن فعلوا ذلك لا يجب ان نجاريهم لان كل إناء ينضح بما فيه”، ورأى ان “السباب ليس علامة قوة وانما القوي هو من يطرح الافكار ويناقش”، ولفت الى انه “قبل ايام هناك من ناقش بكلام غبطة البطرك حول الحياد او غيرها، فمن يناقش الحياد ليس معناه انه يتهجم على شخصه”، وأكد ان “أي شخص سواء له مركز مدني رسمي او ديني عبر عن موقف سياسي فإن مقامه محفوظ”، ونبه من ان “بعض الردود تأخذ بعض الابعاد الطائفية والسياسية وغيرها وكلها تزيد الاحقاد وتنفر الاصدقاء والحلفاء”، وأشار الى ان “موضوع الاعلام هو جزء أساسي من المعركة اليوم كما كان الحال في واقعة كربلاء”.
انتهى م4