أسعار الأضاحي تنغص فرحة العراقيين في العيد

تشهد أسواق بيع المواشي في العراق ارتفاعاً في أسعار الأضاحي مع حلول عيد الأضحى المبارك، ما أثار استياء العديد من الأسر وخاصة من ذوي الدخل المحدود التي تستعد للاحتفال بهذه المناسبة الدينية المهمة.

ويمثل عيد الأضحى مناسبة دينية هامة لدى المسلمين، ويعتبر شراء الأضاحي جزءاً من تقاليد الاحتفال بهذه المناسبة، حيث يتم توزيع لحوم الأضاحي على الأقارب والفقراء والمحتاجين، مما يعزز من قيم التكافل الاجتماعي.

ويحرص المسلمون في العالم على شعيرة الأضحية، وهي الأهم خلال عيد الأضحى لمن لم يؤد فريضة الحج، في وقت ارتفع فيه التضخم وصار من الصعب شراء الأضاحي بسبب الزيادة الكبيرة في الأسعار.

أسعار بمبالغ كبيرة 

ووفقاً لشهادات المواطنين، فإن أدنى سعر للأضحية بشكل عام في العراق يبلغ 300 ألف دينار (نحو 200 دولار) ويبلغ الحد الأعلى 450 ألف دينار (نحو 300 دولار)، لكن في محافظات الفرات الأوسط يبلغ الحد الأدنى للأضحية 350 ألف دينار (أي نحو 240 دولاراً)، ويبلغ الحد الأعلى 650 ألف دينار (نحو 440 دولاراً).

أما في إقليم كوردستان، فقد بلغ سعر الخروف الصغير الذي تخطى عمره ستة أشهر، وهو الحد الأدنى لعمر الأضحية، حدود 250 ألف دينار (نحو 170 دولاراً)، فيما بلغ سعر الكبش الكبير 500 ألف دينار (نحو 340 دولاراً).

ورغم هذا التفاوت في الأسعار، لكنها تعد مبلغاً كبيراً بالنسبة للعديد من العائلات ذات الدخل المحدود والمتوسط، ما يجعل من الصعب عليهم شراء الأضاحي.

الاسعار ترتفع مع قدوم عيد الاضحى 

ويؤكد (محمد) بائع غنم من محافظة بابل، أن “أسعار المواشي مرتفعة قبل العيد، لكنها ارتفعت هذه الأيام أكثر نظراً لزيادة الإقبال عليها”، عازياً هذا الارتفاع إلى “أصحاب الأغنام، فهم يصعدون الأسعار في كل عام تزامناً مع عيد الأضحى”.

رغم الارتفاع .. الاعمال الخيرية لاتتوقف 

وفي ظل ارتفاع أسعار الأضاحي تقوم فرق تطوعية ومنظمات إنسانية وجهات خيرية بجمع الأضاحي في بعض المناطق ونقلها إلى مدن أخرى لتوزيعها على المستحقين والمحتاجين في تلك المدن، كما هو الحال مع الناشطة أنعام الحمداني من محافظة كربلاء التي توزع اللحوم التي تردها من بعض العائلات الغنية وفق حصص متساوية على الفقراء.

وتشير الحمداني إلى أن “بعض الأسر تتبرع بأموال إلى أهالي غزة، ونقوم بجمعها وإرسالها إلى الجهات المعنية لإيصالها إليهم”.

يذكر أن رجال الدين أجازو إرسال قيمة الأضحية إلى أهالي غزة، وذلك في إجابة على سؤال حول فتوى بشأن نقل الأضاحي إلى أهل غزة.

وتعد الأضحية (الإبل أو البقر أو الغنم) من المستحبات المؤكدة في روايات دينية عديدة، ولها فضل وأجر كبير، وفق السيد د.أحمد الياسري، مبيناً أن “وقت الأضحية عند شروق شمس العيد، ويفضل أن تكون بعد صلاة العيد”.

ويضيف الياسري، أنه “يجوز للإنسان أن يضحي عن نفسه، كما يجوز أن يشرك في الأضحية أحياءً وأمواتاً من عائلته وأقربائه”، موضحاً أن “الأضحية تقسم على ثلاثة أقسام، ثلث لصاحب الأضحية، وثلث يعطى للمؤمنين، والثلث الأخير يعطى لفقراء المسلمين ومساكينهم”.

جدير بالذكر أن وزارة الصحة العراقية أوصت، في وقت سابق، بعدم ذبح الأضاحي بالمنازل تجنباً للإصابة بالحمى النزفية، وبينما دعت الجزارين والعاملين في محالّ القصابة إلى “الالتزام بالمعايير الصحية من ارتداء الكفوف والملابس الواقية وغسل المكان من مخلفات الحيوانات”، شددت على ربَّات البيوت الالتزام بـ”التعليمات الصحية عند التعامل مع اللحوم من خلال ارتداء الكفوف وتعقيم المواد التي تستخدم في تقطيع اللحوم بصورة عامة”.

شاهد أيضاً

الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت

قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، الجمعة، إنه يحيي مذكرتي المحكمة الجنائية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *