تعنيف الأطفال..!

فاطمة علي العبيدي ||

تعنيف الأطفال أصبح ظاهرة حتى على وسائل التواصل الاجتماعي
تعد ظاهرة تعنيف الأطفال من المشكلات المقلقة التي امتدت آثارها لتشمل وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لم تعد الحوادث منحصرة في الواقع الملموس فحسب بل انتقلت إلى العالم الافتراضي. ازدياد حالات العنف وتداولها عبر الإنترنت يضعنا أمام تحديات جديدة يجب التصدي لها بطرق فعّالة. يمثل تعنيف الأطفال مشكلة مركبة تتداخل فيها أبعاد نفسية واجتماعية يجب دراستها وفهمها بعمق لإيجاد حلول مناسبة.
تأثير تعنيف الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي
وسائل التواصل الاجتماعي، بقدر ما تعزز من إمكانيات التواصل والتفاعل، أصبحت أيضاً منصة لنشر وتداول محتوى يظهر تعنيف الأطفال بأشكال مختلفة. هذا النوع من المحتوى لا يؤثر سلباً على نفسية الأطفال وحسب بل يتعداه إلى إحداث آثار مدمرة على المجتمع بأكمله. الصور والفيديوهات المتداولة تعمق الشعور بعدم الأمان وترسخ صوراً سلبية صعبة الإزالة عن الطفولة.
أمثلة من حالات التعنيف المنتشرة عبر الإنترنت
لقد شهد العالم في السنوات الأخيرة عدة حالات لتعنيف الأطفال تم تداولها بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، منها مقاطع فيديو تظهر العنف الجسدي والنفسي ضد الأطفال في مختلف البيئات. هذه الحالات، وإن كانت تأتي في سياقات متعددة، تشترك في وجود المعتدي والضحية، مما يضع الأطفال في مركز معاناة يصعب الخروج منها دون تدخل فعال.
الأسباب النفسية والاجتماعية لتعنيف الأطفال
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تعنيف الأطفال، ترتبط بعضها بالضغوطات النفسية والاجتماعية التي يعيشها الفرد في مجتمعه مثل الفقر، البطالة، الإدمان، وغياب الدعم الأسري. أما من الناحية النفسية، فإن الإحباط وعدم القدرة على التعامل مع الضغوط يمكن أن يدفع ببعض الأفراد إلى إيذاء من هم أضعف منهم، وفي كثير من الأحيان يكون الأطفال هم الضحايا.
دور منصات التواصل الاجتماعي في توثيق ونشر العنف
لقد لعبت منصات التواصل الاجتماعي دوراً مزدوجاً في قضية تعنيف الأطفال؛ فمن جهة، سهلت نشر ومشاركة الصور والفيديوهات التي توثق حالات العنف، ومن جهة أخرى، أصبحت وسيلة للتوعية والضغط من أجل اتخاذ إجراءات وتدابير تحمي الأطفال. لكن يظل التحدي الأكبر هو كيفية التأكد من استخدام هذه المنصات بشكل يخدم الصالح العام ويحمي الأطفال من العنف بدلاً من تفاقم المشكلة.
سبل مكافحة تعنيف الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي
تكمن أهمية مكافحة تعنيف الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي في تحديد وتنفيذ إستراتيجيات فعّالة تضمن حمايتهم وتعزيز آليات الإبلاغ والمتابعة السريعة لأي محتوى يظهر تعنيفًا. من الضروري تشكيل شراكات بين الحكومات، المنظمات غير الحكومية، ومنصات التواصل نفسها لخلق بيئة آمنة للأطفال، فضلاً عن توعية المستخدمين وتمكينهم من استخدام أدوات الإبلاغ والتبليغ عن المحتويات الضارة.

Check Also

عملية التعداد مستمرة في كركوك وسط دعوات شعبية للمشاركة الفاعلة لإنجاحها

عملية التعداد مستمرة في كركوك وسط دعوات شعبية للمشاركة الفاعلة لإنجاحها    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *