هجوم جديد استهدف ضباط الدمج، هجوم يشبه الهجمات على الحشد الشعبي، والسبب ان هناك امتدادا تأريخيا يوصل الدمج بالحشد.
يبدو ان لدينا حشدا قديما نحن قد نسيناه حين نسينا الوان وجوهنا، ولكن الذين يكرهوننا لا ينسون، ذاكرتهم حديدية وذاكرتنا رمال متحركة، ذاكرتهم متحف للكراهية فهم يدركون ان حشدنا القديم كان ماركة اصلية لانه مكتمل الاركان، فهو عبارة عن (فتوى وحشد وانتصارات للمجاهدين في الارض وانتصارات للشهداء في السماء) فتوى الشهيد الصدر (قدس سره) زائدا حركة تطوع تأريخية فتشكل فيلق بدر، البدريون تدافعوا ذات يوم على ابواب الشهادة والنصر كما تدافع ابطال الحشد ومازالوا على الابواب السماوية نفسها، البدريون خاضوا المعركة القديمة بالفتوى القديمة، ثم صاروا يحملون لقب الدمج، كنا نضيق ذرعا بكلمة (دمج) لكننا احببنا هذه الكلمة ولم تعد تشكل ازعاجا لغويا لنا، احببناها عندما اصبح الضباط البدريون يقودون الحشد الشعبي وهو كهول كحبيب وزهير في المعركة الجديدة بالفتوى الجديدة، هناك تشابه اكثر من هذا بين الحشدين في سياق فينيقي مذهل، فالحشد البدري الاول نشأ ليقارع نظام صدام وقد هلك صدام وهلك نظامه وفنيت جيوشه وبقي بدر يزداد حضورا وقوة ويتجذر، كذلك الحشد الشعبي نشأ ليقاتل داعش، وتمزق داعش وخابت حواضنه الداخلية والخارجية ليبقى الحشد ويتسع ويتجذر، الحشد الثاني نشأ في محراب الحشد الأول وترعرع في احضانه وانتهل من ثقافته .
ضباط الدمج اقبلوا كالليوث الغاضبة الى المناطق المحررة يبتغون عدوهم بقلوب كزبر الحديد وهم يرون بأعينهم كيف ان ضباط جيشنا الذي دربته اميركا القوا برتبهم على التراب وهربوا باتجاهات مجهولة، ضباط الدمج اي الحشد الأب قادوا الحشد الأبن ليسجلوا ملحمة النصر الفريد الذي اوغر صدور قوم وشرح صدور آخرين، وتحول ابرز قادته الى نجوم للهداية .
حين عاد رموز الهزيمة الى مقاعدهم الوثيرة تحت لفحات التبريد بدأت تصريحاتهم المتوترة تنطلق من هناك على شكل رسائل ودية موجهة الى سفارات اسيادهم الممتلئين غضبا وخيبة بسبب الحشد القديم والحشد الجديد، اذن لا تعجبوا من تصريحات المهزومين ان وصفوا ضباط الدمج بقلة الخبرة والكفاءة، انها توصيفات مدفوعة الثمن، فما زالت في حلاقيمهم غصة من صولات الحشدين .
هناك طائر اسطوري عملاق عند الاغريق يسمى الفينيق كلما احترق انبعث حيا من رماده، كذلك الحشد، احرار العراق وايران والشام واليمن والحجاز فينيق واحد باجنحة عديدة، حسيني الشكل والمضمون كلما فني انبعث مجددا من اشلاءه قويا محلقا رغم انوف الحاقدين .
الكاتب: حافظ آل بشارة.
المصدر ألواح طينية.