الطاقة الهيدروجينية ومستقبل الطاقة..!

المهندس الاستشاري زكي الساعدي ||

في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه العالم اليوم، أصبحت الحاجة ملحة للبحث عن مصادر طاقة بديلة ومستدامة. ومن بين هذه المصادر، تبرز الطاقة الهيدروجينية كواحدة من أكثر الحلول الواعدة لتحقيق مستقبل أخضر وخالي من الانبعاثات الضارة.

 

الهيدروجين: وقود المستقبل

الهيدروجين، باعتباره العنصر الأكثر وفرة في الكون، يحمل إمكانات هائلة لتلبية احتياجات الطاقة العالمية. ومع ذلك، فإن طريقة إنتاجه هي التي تحدد مدى استدامته وفعاليته. هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الهيدروجين:

 

  1. الهيدروجين الأخضر: يُنتج من خلال عملية التحليل الكهربائي للماء باستخدام طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح. هذه الطريقة لا تنتج أي انبعاثات كربونية، مما يجعلها الخيار الأكثر صداقة للبيئة.

 

  1. الهيدروجين الرمادي: يُنتج من الميثان عبر عملية إصلاح البخار، ولكنها تنتج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مما يقلل من فوائدها البيئية.

 

  1. الهيدروجين الأزرق: يشبه الهيدروجين الرمادي في طريقة الإنتاج، ولكن يتم التقاط انبعاثات الكربون وتخزينها، مما يقلل من تأثيرها البيئي. التحديات والفرص

على الرغم من الإمكانات الكبيرة للهيدروجين الأخضر، إلا أن هناك تحديات تقنية واقتصادية تواجه انتشاره. أحد أكبر التحديات هو **كفاءة الطاقة**، حيث إن عملية التحليل الكهربائي تتطلب طاقة كهربائية أكبر من الطاقة التي ينتجها الهيدروجين نفسه. لذلك، يجب أن يكون مصدر الطاقة المستخدم في هذه العملية متجددًا حتى تكون العملية مستدامة.

 

من ناحية أخرى، تظهر تقنيات واعدة مثل **البرج الشمسي**، التي تعتمد على تركيز أشعة الشمس لتوليد البخار وتشغيل التوربينات، بالإضافة إلى إنتاج الهيدروجين عبر التحليل الكهربائي. هذه التقنية يمكن أن تكون حلاً مثاليًا للدول الغنية بالطاقة الشمسية، مثل العراق ودول الخليج.

الهيدروجين والاقتصاد العالمي

تعد الدول المنتجة للغاز الطبيعي، مثل قطر وروسيا والعراق، في موقع استراتيجي لتطوير تقنيات الهيدروجين الأزرق والأخضر. فبالإضافة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، يمكن أن يصبح الهيدروجين مصدرًا جديدًا للدخل يعزز الاقتصاد الوطني ويقلل الاعتماد على النفط.

 

الطاقة الهيدروجينية ليست مجرد حلم بعيد المنال، بل هي واقع بدأ يتشكل بسرعة. ومع التقدم التكنولوجي وزيادة الوعي البيئي، يمكن أن يصبح الهيدروجين الأخضر العمود الفقري لاقتصاد الطاقة العالمي. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب إرادة سياسية قوية واستثمارات كبيرة في البنية التحتية والبحث العلمي.

 

العالم يتقدم بخطى سريعة، وعلينا أن نلحق بركب التكنولوجيا قبل أن يفوتنا القطار. فلنعمل معًا لبناء مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة لأجيالنا القادمة.

ميسان- العراق ٢٠٢٥

شاهد أيضاً

اجتماع موسع بحضور عدد من الوزراء لمناقشة التحضيرات لقمة بغداد الـ 34

عقد مساء الثلاثاء الاجتماع التحضيري العاشر للقمة العربية المزمع عقدها في بغداد خلال العام الحالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *