علي جاسب الموسوي
إن سوء العاقبة ليس محض عثرة في نهاية الطريق، بل هو نتيجة تراكماتٍ من ضعف الإيمان، وركون النفس إلى هوى الدنيا، وانقلابٍ على القيم والثوابت .. وقد حذر القرآن الكريم من هذا المنزلق حين قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ) (الحج: 11)، فهؤلاء المتزعزعون إيماناً يقفون على حافة الإيمان، تجرهم الدنيا قليلاً فيسقطون إلى هاويةٍ لا قرار لها.
إن التاريخ مليءٌ بنماذج سوء العاقبة، أبرزها موقف طلحة والزبير بعد أن ارتدّا عن بيعتهم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وكيف كانت عاقبتهم الموت في معركة الجمل، بعد أن أضاعوا نور الهداية وسقطوا في وحل الطمع والأنانية.
وأمير المؤمنين عليه السلام حذّر قائلاً: (إيّاكُم والارتِدادَ على الأعقابِ، فإنَّها منازلُ الشيطانِ) فالتراجع عن الحق، وإن بدا صغيراً، يقود إلى خسارة الدنيا والآخرة.
أما في عصرنا، فإن سوء العاقبة يظهر في أولئك الذين يبدّلون ولاءهم من نصرة الحق إلى التماهي مع أعداء الأمة، متخذين من ضعف إيمانهم ذريعة للانحراف الفكري والاجتماعي والسياسي. هؤلاء تجردوا من قيم المقاومة وثوابت العقيدة، وانتهى بهم الحال إلى الخزي والهوان.
ليكن التذكير بسوء العاقبة حاضراً في كل عقلٍ مقاوم، فالثبات على المبادئ هو المعيار الأسمى للنجاة، والتاريخ لن يرحم من يبيعون الإيمان بحفنةٍ من مكاسب زائلة.